بازگشت

الروايات الواردة في ثواب البكاء عليه


في الأمالي مسندا عن ابن فضال، عن أبيه، عن مولانا الرضا عليه السلام، قال: «من ذكر مصابنا و بكي لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، و من ذكر بمصابنا فبكي و أبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». [1] .

و في تفسير القمي عن بكر بن محمد، عن الصادق عليه السلام قال: «من ذكرنا، أو ذكرنا عنده، فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة، غفر الله له ذنوبه، و لو كانت مثل زبد البحر». [2] .

و في أمالي المفيد عن ابن قولويه، عن أبيه عن سعد، عن البرقي، عن سليمان بن


سلمة الكندي، عن ابن غزوان، و عيسي بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب، عن الصادق عليه السلام انه قال: «نفس المهموم لظلمنا تسبيح، و همه لنا عبادة، و كتمان سرنا جهاد في سبيل الله.

ثم قال ابو عبدالله عليه السلام، يجب أن يكتب هذه الحديث بالذهب». [3] .

و في الكامل باسناده الي ابن خارجة، عن الصادق عليه السلام، قال: كنا عنده، فذكرنا الحسين عليه السلام و علي قاتله لعنة الله، فبكي أبو عبدالله عليه السلام و بكينا، قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن علي عليه السلام: «أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن الا بكي». [4] .

و فيه باسناده عنه ايضا مثله. [5] .

و في خبر آخر: نظر أميرالمؤمنين عليه السلام الي الحسين، فقال: «يا عبرة كل مؤمن، فقال: أنا يا أبتاه؟! قال: نعم يا بني!». [6] .

و في خبر ثالث يقول: «الحسين عبرة كل مؤمن». [7] .

قال المحدث المجلسي رحمه الله في بيان «أنا قتيل العبرة»: أي قتيل منسوب الي العبرة، و البكاء سبب لها، أو أقتل مع العبرة و الحزن و شدة الحال، و الاول أظهر. [8] .

قلت: و في مجمع البحرين: العبرة بالفتح فالسكون و هي تجلب الدمع، أو تردد


البكاء في الصدر، و منه الدعاء: «اللهم ارحم عبرتي، و آمن روعتي». و الجمع عبرات، و منه حديث الحسين: «انا قتيل العبرة» و معناه: ما ذكرت عند احد الا استعبر و بكي، و العبران الباكي، و العين العبري الباكية» [9] .

و لابد من تقييد ذلك بالمؤمن، لما نري بالوجدان، و لقوله عليه السلام: يا عبرة كل مؤمن. [10] .

و الحاصل أن ذكر اسمه الشريف و سماعه يؤثر في قلب المؤمن، و قضية آدم يوضح لنا ذلك، فانه لما وصل الي اسم الحسين استعبر، و انكسر قلبه، و جري دموعه علي خديه. [11] .

قلت: و لعله يأتي بعض الأخبار الأخر ان شاء الله تعالي في ذلك.


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 73 (مجلس 17 - ح 4) - البحار: 278 / 44 عنه.

[2] تفسير القمي: 292 / 2 [في ذيل آية: فما بکت عليهم السماء و الأرض و ما کانوا منظرين] - البحار 278 / 44 عنه.

[3] أمالي لمفيد: 338- البحار 278 / 44 عنه.

[4] کامل الزيارات: 108 - البحار: 279 / 44 عنه.

[5] راجع کامل الزيارات: 109 - 108، تجد أخبارا تدل علي هذا المعني المروية عن الحسين عليه أفضل الصلاة و السلام. منها: ما فيه باسناده عن أبي بصير عن الامام الصادق عن الامام الحسين عليهما السلام انه قال: انا قتيل العبرة، لا يذکرني مؤمن الا استعبر. و منها: ما فيه باسناده عن ابن خارجة عن أبي عبدالله عليه ‏السلام قال: قال الحسين عليه ‏السلام: أنا قتيل العبرة، قتلت مکروبا، و حقيق علي ان لا يأتيني مکروب قط الا رده الله و أقلبه الي أهله مسرورا، و الي هذا اشار المؤلف قدس سره.

[6] ذکره الشيخ ابوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه في کامل الزيارات: 108 باسناده عن أبي عبدالله عليه ‏السلام.

[7] کامل الزيارات: 108، باسناده عن الامام الصادق عليه ‏السلام.

[8] البحار: 279 / 44.

[9] مجمع البحرين: مادة عبر.

[10] نقله المؤلف عن کامل الزيارة آنفا، و ذکره المجلسي رحمه الله عنه في البحار.

[11] راجع البحار: 245 / 44.