بازگشت

نفي الغلو و الربوبية عنهم


و من علل ابتلاء الأنبياء و الأصياء نفي الغلو و الربوبية عنهم، حتي يعرف الناس بأنهم مخلوقون لله تعالي، و لا يغلون في حقهم، و ينزلونهم من مقام الربوبية [1] كما ورد عنه صلي الله عليه و آله و سلم: «أعظم الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل» [2] .

و انما ابتلاهم الله عزوجل بالبلية العظمي ليهون علي الناس عروض الأمراض عليهم اذا شاهدوا ذلك، توفيرا للثواب، و ترفيعا للدرجات، كما خاطبه النبي صلي الله عليه و آله حينما أغفي الحسين عليه السلام عند قبر جده: ان لك في الجنان لدرجات لن تنالها الا بالشهادة، كما يأتي.

ثم ان المروي عن الامام الباقر عليه السلام كما في الخصال: أن الثواب من الله تعالي ذكره علي ضربين: استحقاق و اختصاص، و لئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه، و لا فقيرا لفقره، و لا مريضا لمرضه، و انه الذي يسقم من يشاء، و يشفي من يشاء، متي شاء، و كيف شاء،


بأي سبب شاء، و يجعل ذلك عبرة لمن يشاء، و شقاوة لمن يشاء، و سعادة لمن يشاء، و هو في جميع ذلك عدل في قضاءه، و حكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده الا الأصلح لهم، و لا قوة لهم الا به. [3] .



پاورقي

[1] هذا هو المستفاد من الخبر المروي عن الامام الباقر عليه ‏السلام في علة ابتلاء أيوب عليه‏ السلام، حيث قال: «.. و انما ابتلاه الله عزوجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه علي جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية اذا شاهدوا ما أراد الله أن يوصله اليه من عظائم نعمه متي شاهدوه..» راجع الخصال: 370 / 2 ح 108.

[2] الخصال: 370- البحار: 348 / 12، و روي السيد المرتضي في تنزيه الأنبياء / 61 عنه انه قال: «الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس». أي الأفضل فالأفضل.

[3] الخصال: 370 / 2 -البحار: 348 / 12 عنه.