بازگشت

اخبار النبي بقتل الحسين


و من كتاب الخرائج و الجرائح للراوندي رحمه الله باسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الحسين عليه السلام بن علي عليهما السلام لأصحابه قبل أن يقتل: «ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال لي: يا بني، انك ستساق الي العراق، و هي أرض قد التقي فيها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعي عمورا، و انك تستشهد بها، و يستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد، و تلا (قلنا يا نار كوني بردا و سلاما علي ابراهيم) [1] .

يكون الحرب بردا و سلاما عليك و عليهم، فأبشروا، فو الله لئن قتلونا فانا نرد علي نبينا صلي الله عليه و آله، ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه... [2] .

و عن عبدالله بن يحيي قال: دخلنا مع علي الي صفين، فلما حاذي نينوي نادي: صبرا يا عبدالله! فقال: دخلت علي رسول الله و عيناه تفيضان.

فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول الله، ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟!

قال: لا بل كان عندي جبرئيل، فأخبرني أن الحسين يقتل بشاطي ء الفرات.

فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟

قلت: نعم.


فما يده، فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا [3] .

و اسم الأرض كربلا ء

فلما أتت عليه سنتان خرج النبي صلي الله عليه و آله الي سفر، فوقف في بعض الطريق و استرجع و دمعت عيناه، فسئل عن ذلك، فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء، يقتل فيها ولدي الحسين، فقيل: و من يقتله؟ قال: رجل يقال له يزيد و كأني أنظر اليه، و الي مصرعه و مدفنه بها، و كأني [أنظر علي السبايا] [4] .

علي أقتاب المطايا و قد أهدي رأس ولدي الحسين الي يزيد لعنه الله، فو الله ما ينظر أحد الي رأس الحسين و يفرح الا خالف الله بين قلبه و لسانه، و عذبه الله عذابا أليما.

فرجع عن سفره مغموما [مهموما كئيبا حزينا] (و صمد و خطب و وعظ و الحسن و الحسين بين يديه) فلما فرغ [من خطبته] وضع يده اليمني علي رأس الحسن، و يده اليسري علي رأس الحسين، و رفع رأسه الي السماء و قال:

«اللهم ان محمدا عبدك و رسولك و نبيك، و هذان أطائب عترتي، و خيار ذريتي أرومتي، و من أخلفهما في أمتي، و قد أخبرني جبرئيل أن ولدي هذا مقتول (مخذول) بالسم، [و الآخر شهيد مضرج بالدم]، اللهم فبارك له في قتله، و اجعله من سادات الشهداء، اللهم و لا تبارك في قاتله و خاذله و أصله حر نارك، و احشره في أسفل درك الجحيم».

قال: فضج الناس بالبكاء و العويل.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: أتبكون و لا تنصرونه، (ثم رجع و هو متغير اللون محمر الوجه، فخطب خطبة ثانية موجزة و عيناه تهملان دموعا): «اللهم فكن أنت له وليا و ناصرا.


ثم قال: أيها الناس، اني خلفت فيكم الثقلين، كتاب الله، و عترتي [و أرومتي و مزاج مائي و ثمرة و مهجتي]، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، [و اني لا أسألكم] في ذلك الا ما أمرني ربي أن أسألكم عنه، أسألكم عن المودة في القربي، (فانظروا ألا) تلقوني غدا علي الحوض، و قد أبغضتم عترتي، و قتلتم أهل بيتي، و ظلمتموهم، ألا أنه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: الأولي: راية سوداء مظلمة، قد فزعت منها الملائكة، فتقف علي فأقول لهم: من أنتم؟ فينسون ذكري، و يقولون: نحن أهل التوحيد من العرب. فأقول لهم: أنا أحمد نبي العرب و العجم. فيقولون: نحن من أمتك! فأقول: كيف خلفتموني من بعدي في أهل بيتي و عترتي و كتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعناه، و أما العترة فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض،. [فلما أسمع ذلك منهم، أعرض عنهم وجهي] فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم.

ثم ترد علي راية أخري أشد سوادا من الأولي، فأقول لهم: كيف خلفتموني [من بعدي] في الثقلين (الأكبر و الأصغر) كتاب ربي و عترتي؟

فيقولون: أما الأكبر فخالفناه، و أما الأصغر (فخذلنا) و مزقناهم كل ممزق. فأقول: اليكم عني. فيصدرون (ظماء) عطاشا، مسوة وجوههم.

ثم ترد علي راية أخري تلمع [وجوههم] نورا، فأقول لهم: من أنتم؟! فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد و التقوي من أمة محمد المصطفي، و نحن بقية أهل الحق، حملنا كتاب الله، فأحللنا حلاله، و حرمنا حرامه، و أحببنا ذرية محمد، فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، و قاتلنا معهم من ناواهم. فأقول لهم: أبشروا، أنا نبيكم [محمد]، و لقد كنتم في دار الدنيا كما و صفتم. ثم أسقيهم من حوضي، فيصدرون مرويين [مستبشرين، ثم يدخلون الجنة خالدين فيها أبدا الآبدين] [5] .

قال حدثنا أبو عبدالله محمد بن الحسين الزعفراني عن عبدالله بن نجي عن أبيه أنه سافر مع علي عليه السلام و كان صاحب مطهرته فلما جاء نينوي و هو منطلق الي صفين فاذا


علي عليه السلام يقول، صبرا أبا عبدالله صبرا أبا عبدالله بشط الفرات قلت من ذا أبو عبدالله؟ قال علي عليه السلام دخلت علي النبي صلي الله عليه و آله و عيناه تفيضان فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان قال قام عندي جبرئيل عليه السلام فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات و قال هل لك أن أشمك من تربته؟ فقلت نعم قد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني ان فاضتا. [6] .


پاورقي

[1] سورة الأنبياء: 69.

[2] الخرائج و الجرائح 848: 2، رقم 62، مختصر بصائر الدرجات: 37؛ معجم أحاديث الامام المهدي 114: 5.

[3] رواه المغازلي في المناقب: 397؛ باسناده عن عبدالله بن نجي عن أبيه، و انظر: مسند أحمد: 58 / 1؛ المعجم الکبير للطبراني: 144 (طبع جامعة طهران) تاريخ الاسلام للذهبي: 9 / 3؛ تهذيب التهذيب: 346 / 2؛ الخصائص الکبري: 126 / 2.

[4] کذا في البحار.

[5] مثير الأحزان: 18 - عنه البحار: 249 - 246 / 44.

[6] المناقب للمغازلي ص 397.