بازگشت

طلب الحسين يوم العيد اللباس الجديد من النبي


أورد المحدث المجلسي في العاشر من بحاره عن بعضي الثقاة أن الحسن و الحسين عليهما السلام دخلا يوم عيد الي حجرة جدهما رسول الله صلي الله عليه و آله فقالا: يا جداه، اليوم يوم العيد، و قد تزين أولاد العرب بألوان اللباس، و لبسوا جديد الثياب، و ليس لنا ثوب جديد، و قد توجهنا لذلك اليك.

فتأمل النبي حالهما و بكي، و لم يكن عنده في البيت ثياب يليق بهما، و لا رأي أن يمنعهما فيكسر خاطرهما، فدعا ربه، و قال: الهي، اجبر قلبهما، و قلب أمهما.

فنزل جبرئيل و معه حلتان بيضاوان من حلل الجنة، فسر النبي صلي الله عليه و آله و قال لهما: يا سيدي شباب أهل الجنة، خذا أثوابا خاطها خياط القدرة علي قدر طولكما.

فلما رأيا الخلع بيضا قالا: يا جداه، كيف هذا، و جميع صبيان العرب لا بسون ألوان الثياب.

فأطرق النبي ساعة متفكرا في أمرهما، فقال جبرئيل: يا محمد، طب نفسا، و قر عينا، ان صابغ صغبة الله عزوجل يقضي لهما هذا الأمر، و يفرح قلوبهما بأي لون شاءا، فأمر يا محمد باحضار الطست و الابريق، فأحضرا، فقال جبرئيل، يا رسول


الله، أنا أصب الماء علي هذه الخلع و أنت تفركهما بيدك، فتصبغ لهما بأي لون شاءا.

فوضع النبي حلة الحسن في الطست، فأخذ جبرئيل يصب الماء، ثم أقبل النبي صلي الله عليه و آله الحسن، و قال له: يا قرة عيني، بأي لون تريد حلتك؟ فقال: أريدها خضراء.

ففركها النبي بيده في ذلك الماء، فأخذت بقدرة الله لونا أخضر فائقا كالزبرجد الأخضر، فأخرجها النبي و أعطاها الحسن، فلبسها.

ثم وضع حلة الحسين في الطست، و أخذ جبرئيل يصب الماء، فالتفت النبي الي نحو الحسين، و كان له من العمر خمس سنين، و قال له: يا قرة عيني، أي لون تريد حلتك؟

فقال الحسين: يا جد، أريدها حمراء.

ففركها النبي بيده في ذلك الماء، فصارت حمراء كالياقوت الأحمر، فلبسها الحسين فسر النبي بذلك.

و توجه الحسن و الحسين الي أمهما فرحين مسرورين، فبكي جبرئيل عليه السلام لما شاهد تلك الحال، فقال النبي: يا أخي جبرئيل في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي و تحزن؟ فبا لله عليك الا ما أخبرتني؟

فقال جبرئيل: اعلم يا رسول الله، أن اختيار ابنيك علي اختلاف اللون، فلابد للحسن أن يسقوه السم، و يخضر لون جسده من عظم السم، و لابد للحسين أن يقتلوه و يذبحوه و يخضب بدنه من دمه.

فبكي النبي و زاد حزنه لذلك. [1] .

و عن أبي امامة قال رسول الله لنسائه: لا تبكوا هذا الصلبي قال: فكان يوم أم سلمة فنزل جبرئيل، فدخل رسول الله الداخل، و قال لأم سلمة: لا تدعي احدا يدخل علي، فجاء الحسين، فلما نظر الي النبي في البيت أراد ان يدخل، فأخذته


أم سلمة فاحتضنته، و جعلت تناغيه، و تسكته، فلما اشتد البكاء خلت عنه، فدخل حتي جلس في حجر رسول الله.

فقال جبرئيل للنبي صلي الله عليه و آله: ان امتك ستقتل ابنك هذا.

فقال النبي: يقتلونه و هم مؤمنون بي؟

فقال: نعم يقتلونه. فتناول جبرئيل تربة فقال: بمكان كذا و كذا. فخرج رسول الله صلي الله عليه و آله و قد احتضن حسينا كاسف البال مهموما، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله، جعلت لك الفداء، انك قلت لنا، لا تبكوا هذا الصبي، و أمرتني أن لا أدع احدا يدخل عليك، فجاء فخليت عنه. فلم يرد رسول الله صلي الله عليه و آله عليها.

فخرج الي أصحابه و هم جلوس فقال لهم: ان أمتي يقتلون هذا و في القوم ابوبكر و عمر و كانا اجرأ القوم عليه فقالا: يا نبي الله، يقتلونه و هم مؤمنون؟!

قال: نعم، هذه تربته. فأراهم اياها. [2] .


پاورقي

[1] البحار: 245 / 44.

[2] تاريخ ريحانة الرسول الحسين بن علي لابن عساکر ص 11، مجمع الزوائد، ج 9 ص 89، سير اعلام النبلاء ج 3 ص 194 روي قريبا منه في ص 168 و ص 172 و ص 173 و ص 174 و ص 175.