بازگشت

في مكالمة النبي مع فاطمة


جاء في «تفسير فرات الكوفي» بطريق جعفر بن محمد الفزازي، عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال: «كان الحسين عليه السلام مع أمه تحمله، فأخذه النبي صلي الله عليه و آله و قال: لعن الله قاتلك، و لعن الله سالبك، و أهلك الله المتوازرين عليك، و حكم الله بيني و بين من أعان عليك.

قالت فاطمة: يا أبت، أي شي ء تقول؟

قال: يا بنتاه، ذكرت ما يصيبه بعدي و بعدك من الأذي و الظلم و الغدر و البغي، و هو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء، يتهادون الي القتل، و كأني أنظر الي معسكرهم و الي موضع رحالهم و تربتهم.

قالت عليها السلام: يا أبت، و أين هذا الموضع الذي تصف؟

قال: موضع يقال له كربلاء، و هي دار كرب و بلاء علينا و علي الأمة، يخرج [1] شرار أمتي، و أن أحدهم لو يشفع له من في السماوات و الأرضين ما شفعوا فيه، و هم المخلدون في النار.

قالت: يا أبة، فيقتل؟!

قال: نعم يا بنتاه، و ما قتل أحد كان قبله، و تبكيه السماوات و الأرضون و الملائكة، و النباتات و الجبال و البحار، و لو يؤذن لها ما بقي علي الأرض متنفس، و يأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله و لا أقوم بحقنا منهم، و ليس علي ظهر الأرض أحد يلتفت اليه غيرهم، أولئك مصابيح في ظلمات الجور، و هم الشفعاء. و هم واردون حوضي غدا، أعرفهم اذا وردوا علي بسيماهم، و كل أهل دين يطلبونا [2] .

و لا يطلبون غيرنا، و هم قوام الأرض و بهم ينزل الغيث.

فقالت: فاطمة الزهرا عليها السلام: يا أبة، انالله! و بكت.


فقال لها: يا بنتاه، ان أهل الجنة هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون، وعدا عليه الحق. [3] .

فما عند الله خير من الدنيا و ما فيه، قتلة أهون من ميتة، من كتب عليه القتل خرج الي مضجعه، و من لم يقتل فسوف يموت.

يا فاطمة بنت محمد، أما تحبين أنه تأمرين غدا بأمر، فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟

أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟

أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟

أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه؟!

أما ترضين أن يكون بعلك قسيم الجنة، يأمر النار فتطعيه، يخرج منها من يشاء، و يترك من يشاء؟

أما ترضين أن تنظرين الي الملائكة علي أرجاء السماء ينظرون اليك و الي ما تأمرين به، و ينظرون الي بعلك قد حضر الخلائق و هو يخاصمهم عند الله، فما ترين الله صانع بقاتل ولدك و قاتليك [4] .

اذا أفلجت حجته علي الخلائق، و أمرت النار أن تطيعه؟!

أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك، و يأسف عليه كل شي ء؟

أما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان الله، و يكون من أتاه بمنزلة من حج الي بيت الله الحرام و اعتمر، و لم يخل من الرحمة طرفة عين، و اذا مات مات شهيدا، و ان بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي، و لم يزل في حفظ الله و أمنه حتي يفارق الدنيا؟!

قالت فاطمة عليها السلام: يا أبت، سلمت و رضيت و توكلت علي الله، فمسح علي قلبها،


و مسح علي عينيها، و قال: اني و بعلك و أنت و ابنيك في مكان تقر عيناك، و يفرح قلبك. [5] .

قلت: و رواه في [المجلسي - ره -] في العاشر من بحاره. [6] .


پاورقي

[1] يخرج عليهم / البحار.

[2] و کل أهل دين يطلبون أئمتهم، و هم يطلبوننا / البحار.

[3] حقا / البحار.

[4] و قاتل بعلک / البحار.

[5] تفسير الفرات: 55.

[6] راجع البحار: 265 - 264 / 44 من الطبعة الجديدة مع اختلاف يسير.