بازگشت

الصحيفة السماوية المعهودة


و عند ذلك توجه اليه جميع الموجودات من الجن و الانس و الملائكة بأصنافها يوم عاشورا لنصرته، فلم يقبل - صلوات الله عليه - من أحد منهم، فقال: اني أريد الوفاء بالعهد، فاذا بصحيفة سماوية بين يديه، فأخذها و نظر فيها، فاذا هي الصحيفة المعهودة بينه و بينه تعالي في عالم الذر، المكتوبة فيها:

(ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرآن و من أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم - التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين) [1] .

ثم توجه الي ورائها فاذا مكتوب عليها بخط جلي:

يا حسين، انا ما حتمنا عليك الموت، و ما ألزمنا عليك الشهادة، فلك الخيار، و لا ينقص من حظك عندنا بشي ء، فان شئت أصرف عنك هذه البلية، فاعلم أنا قد


جعلنا السماوات و الأرضين و الملائكة كلهم في حكمك، فافعل بما تريد من اهلاك هؤلاء الكفرة الفجرة.

فاذا بالملائكة قد ملؤا بين السماء و الأرض، بأيديهم حراب من النار، ينتظرون حكم الحسين و أمره، ليمتثلون أمره.

فقال عليه السلام: يا رب، وددت أن أقتل، و أحيي سبعين ألف مرة، في طاعتك و محبتك، و اني قد سئمت من الحيوة بعد قتل الأحبة.

فنادي مناد من قبل الحق: يامعشر الخلائق، قد علمتم رتبة الحسين، و مقام ثباته، حبيبه حبيبي، و أنصاره أنصاري، و جنده جندي، فهل من ناصر ينصرني مثل الحسين، الذي يفدي بنفسه و عيالاته و أمواله.س

فلم يجبه أحد، و لم يقم الا سبعون رجلا و شي ء، نهضوا و قاموا و قالوا: الهنا، و سيدنا، ها نحن ننصر حبيبك، و نبذل أنفسنا في حضرة وليك.

فنادي مناد، هنيئا لكم، أنتم أنصار الله، و أنتم خيل الله، فانظروا الي مقاماتكم و منازلكم.

نظروا: فرأوا ما أعد الله لهم من النعم التي ما رأت عين، و لا سمعت اذن. [2] .

قلت: فهؤلاء الذين قاموا لنصرته، كانت أسمائهم مكتوبة في الصحيفة السماوية بأنهم أنصار الحسين، و لذا لما قام - صلوات الله عليه - خطيبا ليلة عاشوراء فقال: اني لا أعلم أصحابا أبر و أوفي منكم، و كانوا - رضوان الله عليهم - يتمازحون و يتبادرون و يضحكون، كما في قضية برير و حبيب ليلة عاشورا، فانهم كانوا علي يقين بأن نصرتهم الحسين هو نصرة الله، و أنهم سيدخلون الجنة عما قليل تشوقا الي ما أعد الله لهم فيها من النعم الدائمة، يفعلون هكذا و سيدهم الحسين بعد ان أراهم مكانهم في الجنة، و هو - صلوات الله عليه - لم يكن له هدف و غرض سوي نصرة الدين، و بقاء


شريعة سيد المرسلين، و قطع دابر الظالمين الشجرة الخبيثة الطاغي جرو معاوية يزيد لعنه الله، و شافعة العصاة من أمة جده. [3] .




قلت: ملخص الكلام ان الحسين عليه السلام هو الذي تحمل ثقل الأئمة و الشهادة الكلية، مع مال عرفت فيها من الهدف الوحيد و هو نصرة الدين، ضرورة ان الدين لم يستقم لو لا قيامه [و نهضته] ، و كذا نصرة أصحابه الكرماء، الذين استشهدوا معه، و بلغوا ما بلغوا الدرجات الرفيعة، و هذا ربط معنوي كان بينه و بينهم من الأول [4] .

و معني قولهم صلوات الله عليهم في حق هؤلاء:

«شيعتنا منا، خلقوا من فاضل طينتنا، و عجنوا بماء ولايتنا» [5] .

فلنرجع الي ما هو المقصود مما يتعلق به - صلوات الله عليه -، و نحن نوردها في طي امور:



پاورقي

[1] سورة التوبة / 112 - 111.

[2] المصدر: 9.

[3] و لنعم ما نظمه المرحوم المغفور له الحجة الآية السيد فخرالدين الشهير بامامت في منظومة بالفارسية:



چون ز امر شاهدين بالا و پست

خالق کون و مکان يوم ألست (اشارة الي قوله تعالي:) ألست بربکم قالوا بلي (الأعراف: 172).



(منه رحمه الله)



از حقائق مجمعي آراستند

و از پس هر غير مقصدي برخاستند



مجمعي کو مجمع گفتاربود

ليک خلوتخانه‏ي اسرار بود



ساغر وحدت به ساقي داده شد

از مي وحدت لبا لب ساده شد



از جناب حضرتش آمد نداء

الصلا اي باده خواران الصلا



اي شما آماده‏ي ميدان عشق

بلکه تازان بادي پيمان عشق‏



اين مي وحدت بسي صافي بود

ترک او از راه ناصافي بود



اي حريفان اين مي آزادي است

هر که نوشد صد بلايش شادي است‏



اين ندا در ملک عالمگير شد

عاشق بيچاره ماتمگير شد



يکه‏تازان جمله صف آراستند

در مقام عشق حق برخاستند



ليک عاشق آنکه عشقش ساز کرد

لب به جام وحدتش انبار کرد



در مقام عشق حق يکباره شد

يک جهت او عاشق آواره شد



دامن مردانه را بالا گرفت

عشق از پا تا سرش يکجا گرفت‏



در مقام عشق از جانش گذشت

از زن و فرزند و سامانش گذشت‏



آنکه سر مست ألست يار شد

آنکه عالم در رخش اغيار شد



آنکه از صباي وحدت مست شد

آنکه عالم در رخش اغيار شد



آنکه از صباي وحدت مست شد

آنکه آسوده ز هر چه هست شد



آنکه يکباره ز خود داري گذشت

از سپاه و لشکر و ياري گذشت‏



او صفا در عالم لاهوت کرد

ترک عشق عالم ناسوت کرد



قامت مردانه را افراش کرد

معني عشق خدا را فاش کرد



معني عشق، آنکه شاه کربلا

بر ملا آمد ميان صد بلا



در مقام عشق حق چالاک شد

از سنان و نيزه‏ها بي‏باک شد



گفت يا رب، واقفي از حال من

اين مناي عشق او اين آمال من‏



اين من و اين جان و اين تن ارمغان

ارمغانت اکبر تازه جوان‏



اين من عباس و عون و جعفرم

اين من و از جان فزون تو اصغرم‏



يا رب اين عهد من و پيمان من

اين زنان بي‏کس و نالان من‏



من به تو هم عهد و هم پيمان شدم

من شفاعت را زتو خواهان شدم.

[4] و لنعم، انشد صديقنا الجندقي بالفارسية:



روزي که حسين شوق شهادت به سرش بود

از روز اول کشته شدن در نظرش بود



للمولي حسنقلي جندقي / - منه رحمه الله -.

[5] بحارالأنوار: 303 / 53 و قد وردت أخبار بهذا المعني، منها ما رواه العلامة المجلسي في البحار عن أمالي الصدوق باسناده عن ابن‏عباس قال: قال رسول‏ الله صلي الله عليه و آله لعلي عليه ‏السلام: يا علي شيعتک هم الفائزون يوم القيامة، الي ان قال: و شيعتک خلقوا من فضل طينتنا. البحار: 7 / 68 - أمالي الصدوق: 15 (المجلس الرابع، الحديث الثامن).