بازگشت

الحسين هو المشتري للأمة العاصية


و في رواية أنه عليه السلام قال: أنا المشتري.

فنودي: يا حسين، بم تشتري، و تشفعهم، و تعتقهم من النار؟

قال عليه السلام: بما هو العزيز عندك.

قال: ليس شي ء عندي أعز من النفس.

قال عليه السلام: يا رب أنا اشتري الأمة.

فنودي: بم تشتري الرجال؟


قال: بالرجال.

فقال: بم تشتري النسوان؟

فقال: بالنسوان، و باسارة العيال، بادارتهن في البلدان في سبيلك.

فنودي: بم تشتري الفتيان؟

فقال: بالفتيال.

فنودي: بم تشتري الاطفال؟

قال: بالاطفال حتي الطفل الرضيع المرمي بالسهم، الذي يذبح من الأذن الي الاذن، و يموت عطشا.

فأخذ الله من الحسين العهد و الميثاق، و أعطي الصحيفة الي النبي صلي الله عليه و آله، فلما رآها تغير وجهه الشريف، حتي ظهر أثر الدم في وجهه، و بكي بكاءا شديدا، و قال: رضيت بما يرضي الله لنا، و اصبر علي هذه المصيبة، لما فيها من ترويج الدين و شفاعة العاصين.

ثم بعد ما أمضاها النبي صلي الله عليه و آله و ختمها بخاتمه، أرسلها الي أبيه عليه السلام و الدموع تجري، فلما رآها علي عليه السلام بكي، و قال: مالي و لآلي أبي سفيان؟ ثم قال: رضيت بما يرضي الله و رسوله، فأمضاها.

و أعطي الصحيفة الي أمه الزهراء عليها السلام، فأخذتها، فلما رأتها و اطلعت علي ما فيها بكت بكاءا شديدا، و أغمي عليها، فلما أفاقت نادت: وا ولداه، وا حسيناه، فلما رأت ان فيها ترويج الدين و الشفاعة الكبري للعاصين قالت: رضيت بما يرضي الله و رسوله و وصيه.

ثم أعطي الي أخيه الحسين عليه السلام، فبكي الحسن بكاء شديدا و ختمها بخاتمه.

ثم أمضي الأنبياء و الأوصياء و الملائكة هذه الصحيفة، و أثبتوها في الدفاتر الملكوتية، ثم ناد مناد من قبله تعالي: «هذا الحسين بن علي بن أبي طالب، هو حبيبي،


و وليي، و صفوتي، و وديعتي فيكم، أحبوه، و أعزوه، و لا تخالفوه، و لا تنكروا عليه». [1] .

و ملخص الكلام ان الحسين هو الذي قام و نهض، و قبل تلك الداهية العظمي، و المصيبة الكبري، التي صارت العقول منها حياري، و الأفهام صرعي، من التضحية بنفسه و أولاده صغارا و كبارا، و اخوانه و أصحابه، و اسارة عيالاته من بلد الي بلد، ألا لعنة الله علي مروان و آل مروان، و سفيان و آل أبي سفيان، الشجرة الملعونة، (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [2] .


پاورقي

[1] تذکرة الشهداء: 6. و الرواية مرسلة و لم يعرف لها مصدر غير التذکرة.

[2] سورة الشعراء / 227.