بازگشت

الآية السادسة


(كهيعص)

في الاحتجاج عن سعد بن عبدالله [القمي] الاشعري، قال - عندما يذكر أجوبة الامام الحجة عليه السلام عن مسائله -

قلت: أخبرني عن تأويل كهيعص؟

قال: هذه الحروف من أنباء الغيب، اطلع الله عليها عبده زكريا، ثم قصها علي محمد صلي الله عليه و آله و ذلك أن زكريا عليه السلام سأل الله ربه أن يعلمه الأسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل، فعلمه اياها، فكان زكريا اذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن سري عنه همه، و انجلي كربه، و اذا ذكر اسم الحسين عليه السلام خنقته العبرة، و وقعت عليه البهرة.

فقال - ذات يوم -: الهي! ما بالي اذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي، و اذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي؟!

فأنبأه الله تبارك و تعالي عن قصته، فقال (كهيعص) فالكاف اسم كربلاء، و الهاء هلاك العترة، و الياء يزيد و هو ظالم الحسين، و العين عطشه و الصاد صبره.


فلما سمع بذلك زكريا عليه السلام لم يفارق مسجده ثلاثة أيام، و منع فيهن الناس من الدخول عليه، و أقبل علي البكاء و النحيب و كان يرثيه الهي، أتفجع خير جميع خلقك بولده؟ أتنزل بلوي هذه الرزية بفنائه؟ الهي، أتلبس عليها و فاطمة ثياب هذه المصيبة؟ الهي، أتحل كربة هذا المصيبة بساحتهما؟ ثم كان يقول:

الهي ارزقني ولدا تقر به عيني علي الكبر، فاذا رزقتنيه فافتني بحبه، ثم أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده.

فرقه الله يحيي و فجعه به، و كان حمل يحيي ستة أشهر، و حمل الحسين كذلك. [1] .

قلت: كلمات القرآن الكريم لا يعرفها الا الله و الراسخون في العلم، و الأئمة هم الراسخون في العلم بنص الأخبار الشريفة، [2] .

فطعن بعض من لم يعرف منها شيئا لا نقيم له بل لأكبر منه شيئا، و من أقبح القبائح التفوه في قبال ما بينه الحجة. و ليس المستند في ذلك خبر الاحتجاج فقط، بل جميع فواتح السور كذلك لها معان لابد لنا أن نأخذ تفسيرها من أهله، (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) [3] ، و المراد بأهل الذكرهم المعصومون - سلام الله عليهم اجمعين - [4] .

كما في رواية أبي لبيد في ذلك،


يقول: يا أبا لبيد، ان في حروف المقطعة، لعلما جما، [5] .

فليس للصبيان و لا لمن كنا في حكم الصبيان التدخل في هذه المسألة.

قلت: في أبي لبيد أو الأخذ بما رواه نظر فيه.


پاورقي

[1] الاحتجاج: 272 / 2 - تأويل الآيات الطاهرة: 299 / 1 - البحار: 223 / 44، عنه - دلائل الامامة: 278 - کمال‏الدين: 461 / 2.

[2] کما ورد تفسير العياشي (ج 1، ص 163) عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه ‏السلام انه قال: الراسخون في العلم هم آل محمد، و فيه (ص 164) عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: (ما يعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم) نحن نعلمه، و فيه أيضا عن أبي بصير عن الامام الصادق عليه ‏السلام انه قال: نحن الراسخون في العلم، فنحن نعم تأويله.

[3] سورة النحل: 43.

[4] کما في تفسير العياشي: 260 / 2 عن محمد بن مسلم عن الامام الباقر أنه قال: نحن أهل الذکر، و نحن المسؤلون، و في تفسير البرهان: 369 / 2 مثله عن الکليني باسناده عن الامام الصادق و عن الامام الرضا عليه ‏السلام، و فيه عن الکليني باسناده عن عبدالله بن عجلان عن الامام الباقر عليه ‏السلام في قوله عزوجل: (فاسئلوا اهل الذکر ان کنتم لا تعلمون) قال رسول‏ الله صلي الله عليه و آله الذکر أنا، و الأئمة أهل الذکر، و وردت في المقام روايات أخري فراجع.

[5] بحارالأنوار: 106 / 52 و 383 / 89 - تفسير الصافي: 90 / 1 - تفسير نورالثقلين: 480 / 2 - تفسير کنز الدقائق: 10 / 2.