مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي خص أولياءه بالبلاء من عباده المحبين النجباء و أعاظم الاوصياء، ثم الأماثل فالأماثل، و الصلوة و السلام علي سيد الأصفياء، و أصفي الأزكياء، و أشرف أهل الأرض و أهل السماء، محمد و آله الطاهرين الكرماء، و لعنة الله علي أعدائهم الفجرة الكفرة الاشقياء و الأدعياء.
وبعد فهذه امور مرتبة منتظمة اختطفناها من الكتب المعتمدة التي يعتمد عليها الأكابر من العلماء، مثل «الارشاد» للمفيد رحمه الله، و «الأمالي» و «اللهوف» و «أبي مخنف» و «مهيج الأحزان» و «البحار» و «المناقب» لابن شهر آشوب، و «كشف الغمة» و «الخرائج» و«العوالم» و «كامل البهائي» و «مثير الأحزان» لابن نماء، و غيرها من «تفسير الفرات»، و «تفسير القمي» و «العياشي»، فيما يتعلق بسيدنا و مولانا المظلوم الشهيد أبي عبدالله - سلام الله عليه - نظر الي ما هو المروي في الخبر الشريف: «من بكي، أو أبكي، أو تباكي و جبت له الجنة» [1] . أردت ادراج نفسي في ارباب المقاتل،
ذخيرة ليوم لا ينفع فيه مال و لا بنون، تذكرة لنفسي، و تبصرة لغيري، راجيا من الله القبول، بجاه محمد و آل الرسول، مشتملا علي مقدمات و أمور و خاتمة.
پاورقي
[1] الأخبار الواردة بهذا المضمون کثيرة، منها ما رواه في الوسائل (ج 10، ص 392) عن قرب الاسناد و باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: کان علي بن الحسين يقول: «أيما مؤمن دمعت عيناه حتي تسيل علي خديه بوأه الله بها غرفا يسکنها احقابا» الخ، فيه (ص 393) عن المجالس باسناده عن الريان بن شبيب عن الرضا عليه السلام (في حديث) انه قال له: «يا بن شبيب، ان کنت باکيا لشيء فباک للحسين بن علي عليهما السلام.. الي ان قال: يا بن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العلي من الجنان فاحزن لحزننا، و افرح لفرحنا، و عليک بولايتنا، فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله معه يوم القيامة، و فيه (ص 396) ما روي عن علي بن الحسين عليه السلام: (من قطرت عيناه، أو دمعت عيناه فينا دمعة بوأه الله بها في الجنة غرفا يسکنها أحقابا أو حقبا». و منها ما رواه العلامة المجلسي في البحار (ج 44، ص 285) عن کامل الزيارات باسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتي تسيل علي خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسکنها أحقابا» و فيه (ص 288) عن ابن طاووس انه روي عن آل الرسول عليهم السلام انهم قالوا: «من بکي و أبکي فينا مائة فله الجنة، و من بکي و أبکي خمسين فله الجنة، و من بکي و أبکي ثلاثين فله الجنة، و من بکي و أبکي عشرين فله الجنة، و من بکي و أبکي عشرة فله الجنة، و من بکي و أبکي واحدا فله الجنة، و من تباکي فله الجنة» و هذا قريب مما رواه المؤلف رحمه الله.