بازگشت

مقدمة التحقيق


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي سيدنا و نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين.

و بعد، روي عن رسول الله صلي الله عليه و آله أنه قال: «ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا». [1] .

انها مأساة كربلاء، و انها الفاجعة العظمي، و الرزية الكبري التي اجريت في حق آخر سبط لخاتم الأنبياء، و أصحابه و أهله الأوفياء، في أرض الطف و كربلاء.

و هكذا بدأت المعركة من يوم بدر، و استمرت في أحد و الأحزاب و حنين، و تبلورت في كربلاء، و لا زالت مستمرة.

أما يوم بدر فالصراع واضح، و المعركة سهلة! حيث كان جيش الاسلام مع قائده الأعظم الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله في جانب، و جيش الكفر بقيادة أبي سفيان في جانب آخر.

و أما في كربلاء فقد اختفي الجانب الآخر نفسه تحت غطاء الخلافة المغتصبة، لكنه


كشف القناع عن خبث ضميره و ابرز واقعه حينما تمثل بهذه الأبيات و قال:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



لست من خندف ان لم انتقم

من بني أحمد ما كان فعل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل [2] و أما استمرار الصراع فتري أذناب بني أمية كيف يدافعون عنهم، هذا هو العجلي حينما يترجم عمر بن سعد لعنه الله يقول في شأنه انه ثقة! [3] ثم لم يكتف بذلك حتي أن قال: «... و هو الذي قتل الحسين، قلت: كان أمير الجيش، و لم يباشر قتله!». [4] .



بالله عليك لماذا هذا الدفاع عنه؟! اذا كان هو امير الجيش، فمعني ذلك أنه كان أمير قتلة الحسين عليه السلام، الذين كانوا من أتباع و شيعة آل أبي سفيان [5] .

فيضاعف ذنبه، لا أن يقوم بتوثيقه، و أي جرح في الدين أكبر من هذا؟ [6] .

و هذا هو يحيي بن معين حينما سأله ابن أبي خثيمة عن عمر بن سعد بن أبي وقاص، فقال: كوفي، قال: قلت: ثقة؟! قال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟. [7] .

و هكذا حتي نال الآخر الي محي الدين العربي الذي قال ما قال. و اخيرا طبع كتاب باسم: «حقائق عن حياة اميرالمؤمنين يزيد بن معاوية». نعم، الصراع مستمر، مادام الحق و الباطل في الساحة.



پاورقي

[1] مستدرک الوسائل 12084 / 318 / 10.

[2] لقد بسطنا القول حول تمثل يزيد بأبيات ابن الزبعري و ما زاده عليها في کتاب: «الرکب الحسيني في الشام و منها الي المدينة المنورة»، ص 231، فراجع.

[3] معرفة الثقات 1343 / 166: 2.

[4] المصدر.

[5] کما خاطبهم الامام عليه ‏السلام نفسه: «ويلکم يا شيعة آل أبي ‏سفيان، ان لم يکن لکم دين و کنتم لا تخافون المعاد فکونوا أحرارا في دنياکم.».

[6] کما قاله الشيخ محمود أبو الرية في أضواء علي السنة المحمدية: 350.

[7] تاريخ مدينة دمشق 55: 45.