بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي خير خلقه و أفضل أنبيائه محمد بن عبدالله، و علي أهل بيته الطاهرين، سيما ولي العصر و الزمان، الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف).

و بعد؛ ان آية الله العظمي الحاج الشيخ محمدرضا الطبسي النجفي قدس سره (مؤلف هذا الكتاب القيم) غني عن التعريف، كيف و قد صنف و ألف، فأكثر و أتقن، و أبدع و أجاد، و خدم المذهب خالصا لله تعالي.

كتب في شتي المجالات من العلوم الاسلامية؛ صنف في الكلام و العقائد، و في التفسير و الحديث، و في الفقه و أصوله، و في التاريخ و السيرة، و في الدعاء و الآداب، و الكثير منها نزلت الي الأسواق، و ملأت المكتبة الاسلامية المفتقرة الي هذا النمط من الجهد المبارك، و بقيت ثلة منها في عالم المخطوط، و أملنا بالله العلي القدير أن يوفقنا لطبعها ان شاء الله. و لكن الكتاب الذي كان مثارا للاهتمام عنده هو «مقتل الامام الحسين عليه السلام»، فكم كان حريصا علي طبعه و جعله بين يدي رواد العلم، سيما الموالين لأهل البيت عليهم السلام، و كان يكتب «مقتل الحسين عليه السلام» و عيناه تقيضان بالدموع، يبكي علي مصيبة ذلك الامام الشهيد الغريب، مما يدل علي أنه كان يعيش آلام مأساة الامام الحسين عليه السلام


بكل مشاعره و أحاسيسه، و يوالي أهل البيت عليهم السلام، و يحبهم بكل وجوده.

و قد حال الأجل بينه و بين أمانيه، و لكن لم يحل بينه و بين ايصاءه الأكيد بطبعه و نشره، و هان نحن نحمد الله علي أن وقفنا لتنفيذ وصيته الأكيدة.

و نشكر العلامة الشيخ محمد أمين الأميني - سبط المؤلف - علي أن قام بتحقيق هذا الكتاب، و بذل قصاري جهده في ذلك.

عسي أن يكون قد أدينا بعض الواجب، و سنقوم في القريب العاجل باحياء سائر آثاره و مؤلفاته. انه ولي التوفيق.

لجنة احياء اثار آية الله الشيخ الطبسي النجفي قدس سره قم المقدسة 7 / ربيع الأول / 1424.