حال المدينة بعد علم أهلها بمصرع الامام
و روي السيد ابن طاووس عن بشير بن حذلم أنه قال: «و سمعت جارية تنوح علي الحسين عليه السلام و تقول:
نعي سيدي ناع نعاه فأوجعا
فأمرضني ناع نعاه فأفجعا
أعيني جودا بالمدامع و اسكبا
وجودا بدمع بعد دمعكما معا
علي من دهي عرش الجليل فزعزعا
و أصبح أنف الدين و المجد أجدعا
علي ابن نبي الله و ابن وصيه
و ان كان عنا شاحط الدار أشسعا
ثم قالت: أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبدالله عليه السلام، و خدشت منا قروحا لما تندمل، فمن أنت يرحمك الله؟
قلت أنا بشير بن حذلم، و جهني مولاي علي بن الحسين، و هو نازل موضع كذا و كذا مع عيال أبي عبدالله الحسين عليه السلام و نسائه». [1] .
و روي السيد ابن طاووس عن بشير بن حذلم أيضا أنه قال: «فما بقيت في المدينة مخدرة و لا محجبة الا برزن من خدورهن، مكشوفة شعورهن، مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهن، يدعون بالويل و الثبور، فلم أرباكيا أكثر من ذلك اليوم، و لا يوما أمر علي المسلمين منه بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله». [2] .
و قال ابن نما: «فلم يبق في المدينة مخدرة و لا محجبة الا برزت و هن بين باكية و نائحة و لاطمة، فلم ير يوم أمر علي أهل المدينة منه». [3] .
و قال في أخبار الزينبات: «حدثني ابراهيم بن محمد الحريري، قال: حدثني عبدالصمد بن حسان السعدي، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن قال: لما حملنا الي يزيد و كنا بضعة عشر نفسا أمر أن نسير الي المدينة، فوصلناها في مستهل.. [4] و علي المدينة عمرو بن سعيد الأشدق.. [5] ، فجاء عبدالملك بن الحارث السهمي فأخبره بقدومنا، فأمر أن ينادي في أسواق المدينة ألا ان زين العابدين و بني عمومته و عماته قد قدموا اليكم، فبرزت الرجال و النساء و الصبيان صارخات باكيات، و خرجت نساء
بني هاشم حاسرات تنادي وا حسيناه وا حسيناه، فأقمنا ثلاثة أيام بلياليها و نساء بني هاشم و أهل المدينة مجتمعون حولنا». [6] .
پاورقي
[1] الملهوف: 227.
[2] الملهوف: 226؛ تسلية المجالس 460:2؛ ينابيع المودة 93:3.
[3] مثير الأحزان: 112.
[4] بياض في الأصل.
[5] بياض في الأصل.
[6] أخبار الزينبات: 113.