ما قالته أم كلثوم
روي العلامة المجلسي عن بعض مؤلفات أصحابنا قال: و أما أم كلثوم فحين توجهت الي المدينة جعلت تبكي و تقول:
مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات و الأحزان جينا
ألا فاخبر رسول الله عنا
بأنا قد فجعنا في أبينا
و أن رجالنا بالطف صرعي
بلا رؤوس و قد ذبحوا البنينا
و أخبر جدنا أنا اسرنا
و بعد الأسر يا جدا سبينا
و رهطك يا رسول الله أضحوا
عرايا بالطفوف مسلبينا
و قد ذبحوا الحسين و لم يراعوا
جنابك يا رسول الله فينا
فلو نظرت عيونك للأساري
علي أقتاب الجمال محملينا
رسول الله بعد الصون صارت
عيون الناس ناظرة الينا
و كنت تحوطنا حتي تولت
عيونك ثارت الأعدا علينا
أفاطم لو نظرت الي السبايا
بناتك في البلاد مشتتينا
أفاطم لو نظرت الي الحياري
و لو أبصرت زين العابدينا
أفاطم لو رأيتينا سهاري
و من سهر الليالي قد عمينا
أفاطم ما لقيتي من عداكي
و لا قيراط مما قد لقينا
فلو دامت حياتك لم تزالي
الي يوم القيامة تندبينا
و عرج بالبقيع وقف و ناد
أيابن حبيب رب العالمينا
و قل يا عم يا حسن المزكي
عيال أخيك أضحوا ضائعينا
أيا عماه ان أخاك أضحي
بعيدا عنك بالرمضا رهينا
بلا رأس تنوح عليه جهرا
طيور و الوحوش الموحشينا
و لو عاينت يا مولاي ساقوا
حريما لا يجدن لهم معينا
علي متن النياق بلا وطاء
و شاهدت العيال مكشفينا
مدينة جدنا لا تقبلينا
فبالحسرات و الأحزان جينا
خرجنا منك بالأهلين جمعا
رجعنا لا رجال و لا بنينا
و كنا في الخروج بجمع شمل
رجعنا حاسرين مسلبينا
و كنا في أمان الله جهرا
رجعنا بالقطيعة خائفينا
و مولانا الحسين لنا أنيس
رجعنا و الحسين به رهينا
فنحن الضائعات بلا كفيل
و نحن النائحات علي أخينا
و نحن السائرات علي المطايا
نشال علي جمال المبغضينا
و نحن بنات يس وطه
و نحن الباكيات علي أبينا
و نحن الطاهرات بلا خفاء
و نحن المخلصون المصطفونا
و نحن الصابرات علي البلايا
و نحن الصادقون الناصحونا
ألا يا جدنا قتلوا حسينا
و لم يرعوا جناب الله فينا
ألا يا جدنا بلغت عدانا
مناها و اشتفي الأعداء فينا
لقد هتكوا النساء و حملوها
علي الأقتاب قهرا أجمعينا
و زينب أخرجوها من خباها
و فاطم واله تبدي الأنينا
سكينة تشتكي من حر و جد
تنادي الغوث رب العالمينا
و زين العابدين بقيد ذيل
و راموا قتله أهل الخؤونا
فبعدهم علي الدنيا تراب
فكأس الموت فيها قد سقينا
و هذي قصتي مع شرح حالي
ألا يا سامعون ابكوا علينا [1] .
پاورقي
[1] بحارالأنوار 197:45؛ ينابيع المودة 94:3.