وصول مبعوث ابن زياد المدينة المنورة
لقد أنفذ اللعين ابن زياد رسولا الي عمرو بن سعيد بن العاص و الي المدينة يحمل خبر قتل الحسين عليه السلام، و هو عبدالملك بن أبي الحديث السلمي [1] ، أو عبدالملك بن أبي الحارث السلمي [2] ، أو عبيدالله بن الحرث السلمي. [3] .
و لقد اكتفي بعض بذكر العنوان العام، و لم يصرح باسمه:
قال السيد ابن طاووس: «و كتب عبيدالله بن زياد الي يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين و خبر أهل بيته، و كتب أيضا الي عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة بمثل ذلك». [4] .
و قال ابن الأثير: «فأرسل عبيدالله بن زياد مبشرا!! الي المدينة بقتل الحسين الي عمرو بن سعيد». [5] .
و قال ابن كثير: «ثم كتب ابن زياد الي عمرو بن سعيد أمير الحرمين يبشره بمقتل الحسين!» [6] .
فيما رواه آخرون بتفاصيل أكثر كالطبري، فانه قال: «قال هشام: حدثني عوانة بن الحكم قال: لما قتل عبيدالله بن زياد الحسين بن علي وجي ء برأسه اليه
دعا عبدالملك بن أبي الحارث السلمي فقال: انطلق حتي تقدم المدينة علي عمرو بن سعيد بن العاص، فبشره بقتل الحسين، و كان عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ، قال: فذهب ليعتل له، فزجره، و كان عبيدالله لا يصطلي بناره، فقال: انطلق حتي تأتي المدينة و لا يسبقك الخبر، و أعطاه دنانير، و قال: لا تعتل، و ان قامت بك راحلتك فاشتر راحلة». [7] .
و لقد ذكرنا مرارا أن أهل المدينة كانوا يترقبون سماع خبر المأساة، و من الشواهد علي ذلك ما رواه الطبري في الخبر نفسه: قال: «قال عبدالملك: فقدمت المدينة، فلقيني رجل من قريش، فقال: ما الخبر؟ فقلت: الخبر عند الأمير، فقال: انا لله و انا اليه راجعون، قتل الحسين بن علي». [8] .
پاورقي
[1] کما في الارشاد 123:2، ولکن جاء في نقل العلامة المجلسي في البحار 121:45 عن نسخة الارشاد الذي کان بيده أنه عبدالملک بن أبيالحارث السلمي، فينطبق علي ما ذکره الطبري، و الظاهر هو کذلک اذ أن الخلاف يرجع الي الکتابة، و لا يخفي تشابه کتابة الحرث مع الحديث.
[2] کما في تاريخ الطبري 356:4.
[3] کما ذکره ابننما في مثير الأحزان: 94.
[4] الملهوف: 207، عنه بحارالأنوار 121:45.
[5] الکامل في التاريخ 88:4.
[6] البداية و النهاية 198:8.
[7] تاريخ الطبري 356:4.
[8] الارشاد 123:2، عنه بحارالأنوار 121:45؛ الکامل في التاريخ 88:4؛ مثير الأحزان 94.