بازگشت

بعض الموالين لأهل البيت في الشام


حينما نريد أن نحلل الواقع الاجتماعي لابد أن نلتفت الي هذه النقطة و هي أن المستفاد من بعض النصوص وجود بعض الموالين لأهل البيت عليهم السلام في الشام و في قلب عاصمة الدولة الأموية، و هذا أمر لا يمكن أن نتغافل عنه في هذا المقطع.

مما يؤيد هذا المطلب هو ما رواه سهل بن سعد، قال: «خرجت الي بيت المقدس حتي توسطت الشام فاذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار قد علقوا


الستور و الحجب و الديباج و هم فرحون مستبشرون و عندهم نساء يلعبن بالدفوف و الطبول، فقلت في نفسي: لعل لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن، فرأيت قوما يتحدثون، فقلت: يا هؤلاء ألكم بالشام عيد لا نعرفه نحن؟ قالوا: يا شيخ نراك غريبا! فقلت: أنا سهل بن سعد: قد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و حملت حديثه، فقالوا: يا سهل ما أعجبك السماء لا تمطر دما و الأرض لا تخسف بأهلها؟ قلت: و لم ذاك؟ فقالوا: هذا رأس الحسين عترة رسول الله صلي الله عليه و آله يهدي من أرض العراق الي الشام و سيأتي الآن..». [1] .

و هذا الخبر يدل علي وجود ضمائر حية عارفة بالامور و تميز الحق عن الباطل، فلابد أن نجعل لهم سهما في دعم النهضة الحسينية و ايقاظ الناس، و ان لم نعلم تفاصيله.

و مما يؤيد ذلك ما روي أن بعض الفضلاء التعابعين لما شاهد رأس الامام الحسين عليه السلام أخفي نفسه شهرا من جميع أصحابه، فلما، وجدوه بعد أن فقدوه سألوه عن سبب ذلك، فقال: أما ترون ما نزل بنا؟ ثم أنشأ يقول:



جاءوا برأسك يابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



فكأنما بك يابن بنت محمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



قتلوك عطشانا و لما يرقبوا

في قتلك التأويل و التنزيلا



و يكبرون بأن قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا



يا من اذا حسن العزاء عن امري ء

كان البكا حسنا عليه جميلا



فبكتك أرواح السحائب غدوة

و بكتك أرواح الرياح أصيلا [2] .





پاورقي

[1] مقتل الخوارزمي 60:2.

[2] تسلية المجالس 382:2، (ذکره السيد محمد بن أبي‏طالب ضمن أحداث الشام).