بازگشت

نظرة الي مواقف بعض الصحابة


لقد ذكرنا في مطاوي الأبحاث السابقة أن بعض الصحابة كان لهم الدور الايجابي تجاه الفاجعة العظمي التي حصلت في أرض كربلاء، و جري الحق علي ألسنتهم، و تكلموا بالواقع و اتخذوا مواقف جليلة، و لا نعني بذلك تبرئتهم عن عدم نصرتهم الحسين عليه السلام، بل المقصود أن اتخاذ هذا الموقف نفسه قد أثر في أوساط الناس و انقلاب المعادلة، و من هؤلاء:

1- سهلل بن سعد، فهو الذي قال هذه الكلمة - حينما علم بورود سبايا أهل البيت الشام و معهم رأس الحسين عليه السلام -: واعجباه! يهدي رأس الحسين و الناس يفرحون؟!. [1] .

2- واثلة بن الأسقع، فانه لما سمع أن رجلا من أهل الشام قام بلعن الحسين و أبيه عليهماالسلام - و قد جي ء برأسه الشريف - قال: والله لا أزال أحب عليا و الحسن


والحسين و فاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول فيهم ما قال.... [2] .

3- أبوبرزة الأسلمي، هو الذي اعترض علي يزيد حينما رآه ينكت رأس الحسين عليه السلام بالخيزران بقوله: يا يزيد ارفع قضيبك، فوالله لطالما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبل ثناياه. [3] .

و لقد بسطنا القول تفصيل ذلك عند ذكر مجلس يزيد، فراجع.

4- زيد بن أرقم، فانه اتخذ موقفا مشابها لموقف أبي برزة الأسلمي بقوله: كف عن ثناياه، فطالما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبلها.

فقال يزيد: لولا أنك شيخ خرفت لقتلتك. [4] .

و اليه أشار السيد الحميري في أشعاره. [5] .

5- النعمان بن بشير، قيل: انه ممن استنكر فعل يزيد في مجلسه. [6] .

و روي الخوارزمي باسناده عن عكرمة بن خالد قال: «أتي برأس الحسين الي يزيد بن معاوية بدمشق فنصب، فقال يزيد: علي بالنعمان بن بشير، فلما جاء قال: كيف رأيت ما فعل عبيدالله بن زياد؟ قال: الحرب دول. فقال: الحمدلله الذي قتله! قال النعمان: قد كان أميرالمؤمنين - يعني به معاوية - يكره قتله، فقال:


ذلك قبل أن يخرج، و لو خرج علي أميرالمؤمنين والله قتله ان قدر، قال النعمان: ما كنت أدري ما كان يصنع! ثم خرج النعمان، فقال (يزيد): هو كما ترون الينا منقطع، و قد ولاه أميرالمؤمنين و رفعه، و لكن أبي كان يقول: لم أعرف أنصاريا قط الا يحب عليا و أهله و يبغض قريشا بأسرها». [7] .

هذا مع أن ابن أبي الحديد قد صرح بانحرافه عن علي عليه السلام بقوله: و كان النعمان بن بشير منحرفا عنه، و عدوا له، و خاض الدماء مع معاوية خوضا، و كان من امراء يزيد ابنه حتي قتل و هو علي حاله. [8] .

و لقد أثر اتخاذ هذا الموقف من بعض الصحابة، بحيث لم يتحمله يزيد و قال: لولا صحبتك رسول الله صلي الله عليه و آله لضربت والله عنقك، فقال: ويلك تحفظ لي صحبتي من رسول الله صلي الله عليه و آله و لا تحفظ لابن رسول الله بنوته؟ فضج الناس بالبكاء و كادت أن تكون فتنة. [9] .


پاورقي

[1] مقتل الخوارزمي 60:2؛ تسلية المجالس 379:2؛ بحارالأنوار، 127:45.

[2] اسد الغابة 20:2. و نحوه ما ذکره الذهبي في شأن وائلة بن الأسقع، و الظاهر اتحاده مع ما مر (سير أعلام النبلاء 314:3).

[3] تذکرة الخواص: 261، و انظر: تهذيب الکمال 428:6؛ تاريخ الطبري 293:4؛ المنتظم 342:5؛ الرد علي المتعصب العنيد: 47؛ سير أعلام النبلاء 309:3؛ البداية و النهاية 194:8 و 199.

[4] الخرائج و الجرائح 58:2.

[5] المناقب 114:4.

[6] الجوهرة 219:2 علي ما في عبرات المصطفين 310:2.

[7] مقتل الخوارزمي 59:2.

[8] شرح نهج‏البلاغه 77:4.

[9] مقتل الخوارزمي 58:2.