بازگشت

نظرة الي دور سائر أهل البيت و أثره


لقد ذكرنا مواقف صلبة من أهل البيت عليهم السلام في مواضع مختلفة و مواطن متعددة.

منها: الموقف الذي اتخذته ام كلثوم أمام طلب الرجل الشامي من يزيد. [1] .

و منها: ما قامت به سكينة في تعريف هذه الاسرة الطاهرة بقولها: «نحن سبايا آل محمد» [2] ، فهذا الكلام يثير سؤالا في أذهان الناس فحواه أنه لو كانوا هم من آل محمد فلماذا السبي؟! و هل هذه هي المودة في القربي التي جعلها الله أجرا لجدهم رسول الله صلي الله عليه و آله؟

و هي التي كشفت القناع عن باطن يزيد بقولها: «والله ما رأيت أقسي قلبا من يزيد و لا رأيت كافرا و لا مشركا شرا منه و لا أجفي منه». [3] .

و هي التي أذلت يزيد بقولها: يا يزيد، بنات رسول الله سبايا؟ [4] .

و منها: الموقف الذي اتخذته فاطمة بنت الحسين عليه السلام بحيث حينما دخلوا بيت يزيد ما وجدوا فيهن سفيانية الا و هي تبكي. [5] .

قال ابن نما: «و قالت فاطمة بنت الحسين: يا يزيد، بنات رسول الله سبايا؟! فبكي الناس و بكي أهل داره حتي علت الأصوات». [6] .


و كذا ما روي في شأن عمرو بن الحسن حينما طالبه يزيد المصارعة مع ولده خالد. [7] .

فان المتأمل في جميع ذلك - و هو شي ء قليل مما وصل بأيدينا، و ما أخفته الأعداء حقدا و بغضا و حسدا أكثر، والله العالم - يجد أن هذه المسيرة حققت أهدافها، و وصلت الي بلغتها و نالت مناها من استيقاظ الناس و كشف النقاب عن سريرة أصحاب الزمرة الطاغية، و اصلاح أمر الامة، لكي تكون معركة كربلاء أعظم و أشرف معارك الحق ضد الباطل علي مدي الدهور و الأعصار.


پاورقي

[1] بحارالأنوار، 137:45.

[2] قرب الاسناد 88:26، عنه بحارالأنوار، 169:45 ح 15.

[3] أمالي الصدوق: 230، عنه بحارالأنوار، 154:45.

[4] الطبقات الکبري: 83؛ سير أعلام النبلاء 303:3.

[5] العقد الفريد 132:5؛ مثير الأحزان: 99؛ شرح الأخبار 268:3؛ تاريخ الطبري 355:4؛ الکامل في التاريخ 86:4؛ البداية و النهاية 197:8.

[6] مثير الأحزان: 99.

[7] الطبقات الکبري: 84 (ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من القسم غير المطبوع)؛ تاريخ الطبري 353:4؛ الکامل في التاريخ 78:4؛ مثير الأحزان: 105؛ الملهوف: 223.