بازگشت

نظرة الي دور زينب الكبري


لقد قامت السيدة العقيلة زينب الكبري - سلام الله عليها - بواجبها الرسالي امتدادا للنهضة الحسينية و تجسيدا رائعا لقيمها الراقية و أهدافها السامية.

انها بنت علي و فاطمة.

انها أخت الحسنين.

انها التي تغذت في حضن النبوة و تربت في كنف الولاية.

و هي التي رأت مصائب لم و لن يري مثلها أحد!

لقد رأت بالأمس مظلومية جدها رسول الله صلي الله عليه و آله في آخر أيام حياته.

ثم رأت مظلومية أمها الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها و كيف كسر ضلعها [1] و أحرق باب دارها [2] و هي التي حضرت المسجد مع امها و نقلت تلك الخطبة الغراء التي ألقتها امها عليهاالسلام. [3] .


و بذلك تعلمت تواجه الحكام الظلمة بقوة البيان و صلابة الايمان، و اذا أردت أن تعلم جذور خطب زينب فارجع البصر الي ما بعد وفاة الرسول تجدها ترجع الي خطبة امها الزهراء البتول سلام الله عليها.

ثم رأت غربة أبيها المظلوم علي بن أبي طالب و استشهاده، ثم الحسن عليهم سلام الله جميعا.

أما اليوم! فقد أصبحت بطلة المعركة الكبري، و لقد أدت واجبها بأحسن وجه، و عبر مواقف؛ منها:

1- متابعتها لامام زمانها و ابن أخيها علي بن الحسين عليه السلام، الذي عرفته أمام يزيد بقولها هو المتكلم. [4] .

2- وقوفها الصلب أمام الطاغية يزيد.

3- تأثير كلامها في أوساط المجتمع الشامي، و خاصة في مجلس يزيد.

4- تأثيرها البالغ في قلب العاصمة و في بيت يزيد - كما يأتي تفصيل ذلك -.

5- موقفها العاطفي أمام رأس أخيها الحسين بحيث قلبت المجلس، الي حد قالوا: فأبكت والله كل من كان. [5] .

6- القاء خطبتها الغراء في مجلس يزيد، التي تضمنت معاني عالية و مضامين راقية و براهين متقنة - و لقد بسطنا القول في شأنها.



پاورقي

[1] کتاب سليم بن قيس الهلالي: 40؛ الاحتجاج 212:11، و لقد أخبر رسول الله صلي الله عليه و آله بوقوع ذلک. انظر أمالي الصدوق: 176 ح 178؛ ارشاد القلوب: 295؛ فرائد السمطين 35:2؛ نوادر الأخبار: 161.

[2] اثبات الوصية: 124.

[3] الاحتجاج 253:1، و انظر: بلاغات النساء: 19؛ معاني الأخبار: 354؛ أمالي الطوسي: 238؛ کشف الغمة 114:2؛ شرح نهج‏البلاغة لابن‏أبي‏الحديد 233:16؛ أعلام النساء 128:4؛ احقاق الحق 306:10؛ بحارالأنوار، 159:43.

[4] المناقب 173:4.

[5] الاحتجاج 123:2.