لم نعثر علي من صرح بمدة اقامتهم بالشام تحديدا من القدماء الا القاضي أبوحنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي المتوفي سنة 363 من الهجرة، فانه قال: «فأقموا فيه شهرا و نصف» [1] ، و يقرب منه قول ابن طاووس حيث قال: «أقاموا فيه شهرا» [2] ، و ما عداه اكتفوا بذكر عنوان عام، مثل ما ذكره الشيخ المفيد بقوله: «فأقاموا أياما» [3] ، و اعتمد عليه الطبرسي. [4] .


نعم ذكر العلامة المجلسي عن بعض كتب أصحابنا مرسلا ما يستفاد منه أن مدة البقاء كانت زهاء عشرة أيام، حيث قال: «و ندبوه علي ما نقل سبعة أيام فلما كان اليوم الثامن دعاهن يزيد و عرض عليهن المقام فأبين و أرادوا الرجوع الي المدينة فأحضر لهم المحامل» [5] ، و لكن المأخذ غير معلوم فلا يمكن الاستناد اليه.

و اذا اعتمدنا علي ما رواه ابن سعد من بعث يزيد الي المدينة و قدوم عدة من ذوي السن من موالي بني هاشم عليه، و ضمه اليهم عدة من موالي أبي سفيان، و بعث الأساري من آل البيت عليهم السلام معهم الي المدينة [6] فيكون البقاء - مع ملاحظة مدة ارسال البريد الي المدينة و اتيانهم منها الي الشام - أكثر من ذلك حتما.