بازگشت

وصف مسكن أهل البيت في الشام


روي الشيخ الصدوق رحمه الله باسناده عن فاطمة بنت علي (صلوات الله عليهما) أنها قالت: «ثم ان يزيد (لعنه الله) أمر بنساء الحسين عليه السلام فحبسن مع علي بن الحسين عليهماالسلام في محبس لا يكنهم من حر و لا قر حتي تقشرت وجوههم». [1] .

و قال القاضي نعمان بعد ذكره بكاء يزيد!: «و قيل ان ذلك بعد أن أجلسهن في منزل لا يكنهن من برد و لا حر، فأقاموا شهرا و نصف، حتي أقشرت وجوههن من حر الشمس، ثم أطلقهم». [2] .

و قال ابن نما: «و أسكن في مساكن لا تقيهن من حر و لا برد، حتي تقشرت الجلود وسال الصديد، بعد كن الخدود و ظل الستور، و الصبر ظاعن و الجزع مقيم، و الحزن لهن نديم». [3] .

و قال السيد ابن طاووس: «ثم أمر (يزيد) بهم الي منزل لا يكنهم من حر و لا برد، فأقاموا فيه حتي تقشرت وجوههم». [4] .

و قال الشيخ المفيد: «ثم أمر (يزيد) بالنسوة أن ينزلن في دار علي حدة، معهن أخوهن علي بن الحسين عليهم السلام، فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد، فأقاموا أياما». [5] .


و المستفاد من بعض الأخبار - مضافا الي ما ذكر - أن البيت كان خرابا بحيث كان يخشي وقوعه عليهم.

روي اصحاب «بصائر الدرجات» باسناده عن محمد بن علي الحلبي قال: «سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: لما أتي بعلي بن الحسين عليه السلام يزيد بن معاوية - عليه لعائن الله - و من معه، جعلوه [6] في بيت، فقال بعضهم: انا جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا فراطن الحرس، فقالوا: انظروا الي هؤلاء يخافون أن تقع عليهم البيت، و انما يخرجون غدا فيقتلون، قال علي بن الحسين عليهماالسلام: لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة غيري، و الرطانة عند أهل المدينة الرومية». [7] .

و روي الطبراني الامامي باسناده عن يحيي بن عمران الحلبي قال: «سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: أتي بعلي بن الحسين عليهماالسلام الي يزيد بن معاوية و من معه من النساء أسري فجعلوهم في بيت، و وكلوا بهم قوما من العجم لا يفهمون العربية، فقال بعض لبعض: انما جعلنا في هذا البيت ليهدم علينا فيقتلنا فيه، فقال علي بن الحسين عليه السلام للحرس بالرطانة: تدرون ما يقول هؤلاء النساء؟ يقلن كيت و كيت، فقال الحرس: قد قالوا انكم تخرجون غدا و تقتلون، فقال علي بن الحسين عليه السلام: كلا، يأبي الله ذلك، ثم أقبل عليهم يعلمهم بلسانهم». [8] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 231، مجلس 31، ح 243، عنه بحارالأنوار، 140:45 و نحوه في روضة الواعظين 192:1، و فيه مجلس بدل محبس، و الظاهر کونه تصحيف.

[2] شرح الأخبار 269:3.

[3] مثير الأحزان: 102.

[4] الملهوف: 219. و روي مضمونه في تسلية المجالس 396:2.

[5] الارشاد 112:2؛ اعلام الوري: 249.

[6] جاء في رواية «دلائل الامامة»: «فجعلوهم في بيت»، و هو الأنسب.

[7] بصائر الدرجات: 338، باب 12، ح 1، عنه بحارالأنوار، 177:45. و انظر: المناقب 145:4.

[8] دلائل الامامة: 204، ح 125.