بازگشت

رأس الحسين عند يتيمته


روي عماد الدين الطبري عن كتاب الحاوية لقاسم بن محمد بن أحمد المأموني «أن نساء أهل بيت النبوة أخفين علي الأطفال شهادة آبائهم و قلن لهم ان آباءكم قد سافروا الي كذا و كذا، و كان الحال علي ذلك المنوال حتي أمر يزيد بأن يدخلن داره، و كان للحسين عليه السلام بنت صغيرة لها أربع سنين، قامت ليلة من منامها و قالت: أين أبي الحسين؟ فأني رأيته في المنام مضطربا شديدا، فلما سمع النسوة ذلك بكين و بكي معهن سائر الأطفال، وارتفع العويل، فانتبه يزيد من نومه، و قال: ما الخبر؟ ففحصوا عن الواقعة وقصوها عليه، فأمر لعنه الله بأن يذهبوا برأس أبيها اليها، فأتوا بالرأس الشريف و جعلوه في حجرها، فقالت: ما هذا؟! قالوا: رأس أبيك! ففزعت الصبية و صاحت، فمرضت و توفيت في أيامها بالشام». [1] .

و في «الايقاد» للسيد الجليل السيد محمد علي الشاه عبدالعظيمي رحمه الله عن العوالم و غيره ما ملخصه:

«انه كان للحسين عليه السلام بنت صغيرة يحبها و تحبه، و قيل كانت تمسي رقية، و كان لها ثلاث سنين، و كانت مع الأسراء في الشام، و كانت تبكي لفراق أبيها ليلا و نهارا، و كانوا يقولون لها: هو في السفر [2] ، فرأته ليلة في النوم، فلما انتبهت جزعت جزعا شديدا و قالت: ايتوني بوالدي و قرة عيني، و كلما أراد أهل البيت اسكاتها ازدادت حزنا و بكاء، و لبكائها هاج حزن أهل البيت، فأخذوا في البكاء، و لطموا الخدود، و حثوا علي رؤوسهم التراب، و نشروا الشعور، و قام الصياح، فسمع يزيد [صيحتهم و بكاءهم فقال: ما الخبر؟ قيل له: ان بنت الحسين الصغيرة


رأت أباها بنومها، فانتبهت و هي تطلبه و تبكي و تصيح، فلما سمع يزيد ذلك] [3] فقال: ارفعوا اليها رأس أبيها، و حطوه بين يديها تتسلي. فأتوا بالرأس في طبق مغطي بمنديل، و وضعوه بين يديها، فقالت: يا هذا [4] اني طلبت أبي و لم أطلب الطعام، فقالوا: ان هنا أباك، فرفعت المنديل و رأت رأسا فقالت: ما هذا الرأس؟! قالوا: رأس أبيك، فرفعت الرأس و وضعته [5] الي صدرها و هي تقول: يا أبتاه، من ذا الذي خضبك بدمائك؟ يا أبتاه من ذا الذي قطع وريدك [6] ؟ يا أبتاه، من ذا الذي أيتمني علي صغر سني؟ يا أبتاه من لليتيمة حتي تكبر؟ يا أبتاه من للنساء الحاسرات؟ يا أبتاه من للأرامل المسبيات؟ يا أبتاه من للعيون الباكيات؟ يا أبتاه من للضائعات الغريبات؟ يا أبتاه من للشعور المنشورات؟ يا أبتاه من بعدك واخيبتاه، يا أبتاه من بعدك و اغربتاه، يا أبتاه ليتني لك الفداء، يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء، يا أبتاه ليتني و سدت [7] التراب و لا أري شبيك مخضبا بالدماء.

ثم وضعت فمها علي فم الشهيد المظلوم، و بكت حتي غشي عليها، فلما حركوها فاذا هي قد فارقت روحها الدنيا، فارتفعت أصوات أهل البيت بالبكاء، و تجدد الحزن و العزاء، و من سمع من أهل الشام بكاءهم بكي، فلم ير في ذلك اليوم الا باك أو باكية، فأمر يزيد بغسلها و كفنها و دفنها». [8] .



پاورقي

[1] کامل البهائي 179:2، عنه نفس المهموم؛ معالي السبطين 170:2.

[2] أي سفر الآخرة.

[3] أوردناه من معالي السبطين.

[4] ما هذا: معالي السبطين.

[5] و ضمته: معالي السبطين.

[6] وريديک: معالي السبطين.

[7] توسدت: معالي السبطين.

[8] الايقاد: 179 (و لکنا لم نجده في عوالم البحراني في النسخة التي بأيدينا). و رواه الشيخ الحائري المازندراني (معالي السبطين 170:2) عنه و عن منتخب الطريحي و لم نعثر عليه فيه أيضا.