بازگشت

محاولات اغتيال الامام زين العابدين






و زين العابدين بقيد ذل

و راموا قتله أهل الخؤونا [1] .



لقد تعرض الامام السجاد عليه السلام للقتل و الاغتيال في عدة مواطن، و لكن أبي الله ذلك؛ حفظا لبقاء حججه علي أرضه.

فمن تلك المواطن كربلاء: قال سبط ابن الجوزي: «و انما استبقوا علي بن


الحسين لأنه لما قتل أبوه مريضا، فمر به شمر فقال: اقتلوه، ثم جاء عمر بن سعد، فلما رآه قال: لا تتعرضوا لهذا الغلام، ثم قال لشمر: ويحك! من للحرم!». [2] .

و منها في الكوفة: قال الطبرسي بعد ذكر ما جري بين الامام عليه السلام و ابن زياد من الكلام: فغضب ابن زياد و قال: «لك جرأة علي جوابي! و فيك بقية للرد علي؟! اذهبوا و اضربوا عنقه»، فتعلقت به زينب... [3] .

و منها في الشام، و ذلك في عدة مواقف.

منها: ما ذكره الفقيه القطب الراوندي: «و روي أنه لما حمل علي بن الحسين عليه السلام الي يزيد لعنه الله هم بضرب عنقه». [4] .

و منها: ما روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «كان علي بن الحسين مقيدا مغلولا، فقال يزيد لعنه الله: يا علي بن الحسين و الحمدلله الذي قتل أباك، فقال علي بن الحسين: لعنة الله علي من قتل أبي»، قال: «فغضب يزيد و أمر ضرب عنقه، فقال علي بن الحسين: فاذا قتلتني فبنات رسول الله من يردهم الي منازلهم و ليس لهم محرم غيري؟...». [5] .

و منها: ما رواه صاحب الاحتجاج بعد ذكره الخطبة السجادية و رجوع الامام السجاد عليه السلام الي المنزل، فبعده قال ليزيد: «يا يزيد، بلغني أنك تريد قتلي، فأن كنت لابد قاتلي فوجه مع هؤلاء النسوة من يردهن». [6] .

و منها: ما رواه ابن شهر آشوب عن المدائني: «لما انتسب السجاد الي النبي


قال يزيد لجلوازه: ادخله في هذا البستان واقتله وادفنه فيه، فدخل به الي البستان، و جعل يحفر و السجاد يصلي، فلما هم بقتله ضربته يد من الهواء، فخر لوجهه و شهق و دهش، فرآه خالد بن يزيد و ليس لوجهه بقية، فانقلب الي أبيه و قص عليه، فأمر بدفن الجلواز في الحفرة و اطلاقه، و موضع حبس زين العابدين هو اليوم مسجد.» [7] .

و منها: ما رواه المسعودي بعد ذكر المحادثة بين الامام عليه السلام و يزيد؛ قال: «فشاور يزيد جلساءه في أمره، فأشاورا بقتله». [8] .

و منها: ما رواه ابن كثير بقوله و روي أن يزيد استشار الناس في أمرهم، فقال رجل ممن قبحهم الله: «يا أميرالمؤمنين، لا يتخذن من كلب سوء جروا، اقتل علي بن الحسين حتي لا يبقي من ذرية الحسين أحد»، فسكت يزيد.... [9] .

و منها: ما رواه ابن عساكر باسناده عن حمزة بن زيد الحضرمي عن ريا حاضنة يزيد أنها قالت: «و لقد جاءه (أي يزيد) رجل من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال له: قد أمكنك الله من عدو الله و ابن عدو أبيك! فاقتل هذا الغلام ينقطع هذا النسل، فانك لا تري ما تحب و هم أحياء، آخر من ينازع فيه - يعني علي بن حسين بن علي - لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه، و ما لقيت أنت منه، و قد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل، فاقطع أصل هذا البيت، فانك ان قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة، و الا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم، و هم قوم ذومكر، و الناس اليهم مائلون، و خاصة غوغاء أهل العراق يقولون ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ابن علي و فاطمة، اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس.


فقال: لا قمت و لا قعدت، فانك ضعيف مهين، بل أدعهم، كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان!

قال: اني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لكن لا أسميه و لا أذكره». [10] .


پاورقي

[1] من أشعار لام‏کلثوم بنت الامام علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قالتها حينما توجهت الي المدينة، انظر: بحارالأنوار 198:45.

[2] تذکره الخواص: 258.

[3] اعلام الوري: 247.

[4] بحارالأنوار، 200:45.

[5] بحارالأنوار، 168:45.

[6] بحارالأنوار، 162:45.

[7] المناقب 173:4. و لعل ما ذکره صاحب الاحتجاج هو بعد حصول هذه المسألة.

[8] اثبات الوصية: 145.

[9] البداية و النهاية 198:8.

[10] تاريخ مدينة دمشق 420:19، ذيل ترجمة ريا. انظر: البداية 204:8؛ تاريخ الاسلام للذهبي 12:3؛ الجوهرة للتلمساني 218:2.