بازگشت

رأس اليهود في مجلس يزيد


قال الفقيه المحدث قطب الدين الراوندي: «و دخل عليه (يزيد) رأس اليهود. فقال: ما هذا الرأس؟

فقال: رأس خارجي!

قال: و من هو؟


قال: الحسين؟

قال: ابن من؟

قال: ابن علي.

قال: و من امه؟

قال: فاطمة.

قال: و من فاطمة؟

قال: بنت محمد.

قال: نبيكم؟! قال: نعم.

قال: لا جزاكم الله خيرا، بالأمس كان نبيكم و اليوم قتلتم ابن بنته؟! و يحك ان بيني و بين داود النبي نيفا و سبعين أبا، فاذا رأتني اليهود كفرت لي [1] ، ثم مال الي الطشت و قبل الرأس، و قال: أشهد أن لا اله الا الله، و أن جدك محمدا رسول الله، و خرج، فأمر يزيد بقتله». [2] .

و ذكر ابن أعثم - بعد ذكره ما جري بين الامام زين العابدين عليه السلام و يزيد من الكلام - قال: «فالتفت حبر من أحبار اليهود و كان حاضرا، فقال: من هذا الغلام يا أميرالمؤمنين؟!

فقال: صاحب الرأس هو أبوه.

قال: و من هو صاحب الرأس يا أميرالمؤمنين؟

قال: الحسين بن علي بن أبي طالب.


قال: فمن امه؟

قال: فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

فقال الحبر: يا سبحان الله، هذا ابن نبيكم قتلتموه في هذه السرعة، بئس ما خلفتموه في ذريته، والله لو خلف فينا موسي بن عمران سبطا من صلبه لكنا نعبده من دون الله [3] و أنتم انما فارقكم نبيكم بالأمس، فوثبتم علي ابن نبيكم فقتلتموه، سوأة لكم من امة.

قال: فأمر يزيد بكرة في حلقه [4] ، فقام الحبر و هو يقول: ان شئتم فاضربوني أو فاقتلوني أو فذروني، فاني أجد في التوراة أنه من قتل ذرية نبي لا يزال مغلوبا [5] أبدا ما بقي، فاذا مات يصليه الله نار جهنم». [6] .

و روي ابن عبد ربه عن أبي الأسود محمد بن عبدالرحمن أنه قال: «لقيت رأس الجالوت [7] ، فقال:

ان بيني و بين داود سبعين أبا، و ان اليهود اذا رأوني عظموني و عرفوا حقي و أوجبوا حفظي، و أنه ليس بينكم و بين نبيكم الا أب واحد، و قتلتم ابنه». [8] .

قال الخوارزمي: «قال بعض العلماء: ان اليهود حرموا الشجرة التي كان منها
عصا موسي أن يخبطوا بها و أن يوقدوا منها النار تعظيما لعصا موسي، و أن النصاري يسجدون للصليب لاعتقادهم فيه أنه من جنس العود الذي صلب عليه عيسي، و أن المجوس يعظمون النار لاعتقادهم فيها أنها صارت بردا و سلاما علي ابراهيم نفسها، و هذه الامة قد قتلت أبناء نبيها و قد أوصي الله تعالي بمودتهم و موالاتهم، فقال عز من قائل: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [9] [10] .


پاورقي

[1] قيل يقال کفر - لسيده: اذا انحني و وضع يده علي صدره و وطأطأ رأسه کالرکوع تعظيما له.

[2] الخرائج و الجرائح 581:2، عنه بحارالأنوار 187:45.

[3] لظننا انا کنا نعبده من دون الله: تسلية المجالس، و قريب منه في الخوارزمي.

[4] فأمر يزيد به فوجي‏ء بحلقه ثلاثا:الخوارزمي.

[5] ملعونا: الخوارزمي - تسلية المجالس - البحار.

[6] الفتوح 185:2. و أورد نحوه: مقتل الخوارزمي 71:2؛ تسلية المجالس 396:2؛ بحارالأنوار 139:45 بتفاوت يسير جدا.

[7] بن يهوذا:مثير الأحزان.

[8] العقد الفريد 132:5. و نحوه في الطبقات الکبري (ترجمة الامام الحسين من القسم غير المطبوع): 87، ح 306؛ تذکرة الخواص: 263؛ مثير الأحزان: 103 الملهوف: 220 و غيرهم بتفاوت يسير.

[9] الشوري: 23.

[10] مقتل الخوارزمي 101:2.