بازگشت

جذور المسألة


صحيح أن عمق الفاجعة و المأساة يستدعي أن يتخذ كل انسان حر موقفا جليا و جليلا و صلبا تجاهها، ولكن جذور المسألة - هنا - قد تعود الي ما روي في كتبهم و آثارهم (أعني أهل الكتاب) حول ما يجري في كربلاء.

فقد روي سالم بن أبي جعدة عن كعب الأحبار أنه قال: «ان في كتابنا (أن رجلا من ولد محمد رسول الله صلي الله عليه و آله يقتل و لا يجف عرق دواب أصحابه حتي يدخلوا الجنة، فيعانقوا الحور العين)، فمربنا الحسن عليه السلام فقلنا: هو هذا؟ قال: لا، فمربنا الحسين عليه السلام فقلنا: هو هذا؟ قال: نعم». [1] .

و في كامل الزيارة باسناده عن خالد الربعي قال: حدثني من سمع كعبا يقول: «أول من لعن قاتل الحسين عليه السلام ابراهيم خليل الرحمن، لعنه و أمر ولده بذلك، و أخذ عليهم العهد و الميثاق، ثم لعنه موسي بن عمران و أمر أمته بذلك، ثم لعنه داود و أمر بني اسرائيل بذلك، ثم لعنه عيسي و أكثر أن قال: يا بني اسرائيل العنوا قاتله، و ان أدركتم أيامه فلا تجلسوا عنه، فان الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء...، و كأني أنظر الي بقعته، و ما من نبي الا و قد زار كربلاء و وقف عليها و قال: انك


لبقعة كثيرة الخير فيك يدفن القمر الأزهر». [2] .

وروي الخوارزمي عن الفتوح باسناده عن كعب الأحبار أنه لما أسلم زمن عمر بن الخطاب و قدم المدينة و جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم التي تكون في آخر الزمان فكان يخبرهم بأنواع الملاحم و الفتن و يقول: «و أعظمها ملحمة هي الملحمة التي لا تنسي أبدا و هي الفساد الذي ذكره الله تعالي في كتابكم فقال: (ظهر الفساد في البر و البحر)، و انما فتح بقتل قابيل هابيل و يختم بقتل الحسين بن علي عليه السلام، ثم قال كعب: لعلكم تهونون قتل الحسين، أو لا تعلمون أنه تفتح يوم قتله أبواب السماوات كلها و يؤذن للسماء بالبكاء فتبكي دما عبيطا؟ فاذا رأيتم الحمرة قد ارتفعت من جنباتها شرقيا و غربيا فاعلموا أنها تبكي حسينا، فقيل له: يا أبااسحاق، كيف لم تفعل ذلك بالأنبياء و أولاد الأنبياء من قبل و بمن كان خيرا من الحسين؟ فقال كعب، و يحكم ان قتل الحسين لأمر عظيم، لأنه ابن بنت خير الأنبياء، و أنه يقتل علانية مبارزة ظلما و عدوانا، و لا تحفظ فيه وصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو مزاج مائه، و بضعة من لحمه، فيذبح بعرصة كربلاء في كرب و بلاء». [3] .

و قال ابن كثير: «و قد روي عن كعب الأحبار آثار في كربلاء». [4] .

و عن رأس الجالوت أنه قال: «كنت أسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي، فكنت اذا دخلتها ركضت دابتي حتي أخلفها! فلما قتل الحسين جعلت أسير علي هنيئتي». [5] .


و قال سبط ابن الجوزي: قال ابن سيرين: وجد حجر قبل مبعث النبي صلي الله عليه و آله بخمسمائة سنة مكتوب بالسريانية، فنقلوه الي العربية فاذا هو:



أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب [6] .



و روي الخوارزمي عن امام لبني سليم قال: «حدثنا أشياخنا قالوا: دخلنا في الروم كنيسة لهم، فوجدنا في الحائط صخرة فيها مكتوب:



أترجوا أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



فلا والله ليس لهم شفيع

و هم يوم القيامة في العذاب



فقلنا لشيخ من الكنيسة: منذ كم هذا الكتاب؟ فقال: من قبل أن يبعث صاحبكم بثلاثمائة عام». [7] .

و في بعض الكتب أنه وجد ذلك البيت بستمائة عام قبل مبعث الرسول. [8] .

و روي الزرندي عن سليمان بن يسار: و جد حجر مكتوب عليه:



لابد أن ترد القيامة فاطم

و قميصها بدم الحسين ملطخ



ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

و الصور في يوم القيامة ينفخ [9] .




هذا، و أهم من جميع ذلك أنه جاء في العهد القديم و الجديد ذكر ما ينطبق علي الامام الحسين عليه السلام، كما أورده الاستاذ الشيخ أحمد الواسطي في كتابه القيم «أهل البيت في الكتاب المقدس»، قال:


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 203، مجلس 29، ح 220، عنه بحارالأنوار 224:44، ح 2.

[2] کامل الزيارات: 67 ح 2، عنه العوالم 593:17 ح 2؛ بحارالأنوار 301:44 ح 10.

[3] مقتل الخوارزمي 169:2.

[4] البداية و النهاية 201:8.

[5] الکني (للدولابي) 20:2؛ المعجم الکبير 118:3 ح 2827؛ سير أعلام النبلاء 291:3؛ الکامل في التاريخ 90:4.

[6] تذکرة الخواص: 274. و روي نحوه الکثير من أرباب السير و التواريخ بتفاوت يسير (نظم درر السمطين: 219؛ کشف الغمة 54:2؛ فرائد السمطين 160:2؛ البداية و النهاية 202:8؛ احقاق الحق 567:11 عن تاريخ الاسلام و الرجال الشيخ عثمان دوة الحنفي: 386، و قال روي مضمونه في الأحبار الطوال: 109؛ تاريخ الخميس 299:2؛ حياة الحيوان: 60:1؛ نور الأبصار: 122).

[7] مقتل الخوارزمي 93:2؛ و نحوه في بشارة المصطفي: 201؛ أمالي الصدوق: 193 مجلس 27 ح 203؛ روضة الواعظين 193:1؛ مجمع الزوائد 199:9؛ احقاق الحق 560 - 557:11.

[8] کفاية الطالب: 838؛ تهذيب الکمال 442:6.

[9] نظم درر السمطين: 219.