بازگشت

دور فاطمة بنت الحسين


قال الشيخ المفيد: «فاطمة بنت الحسين.. امها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، تيمية». [1] .

قال ابن عبد ربه: «و حمل أهل الشام بنات رسول الله سبايا علي أحقاب الابل، فلما أدخلن علي يزيد قالت فاطمة ابنة الحسين: يا يزيد، أبنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبايا؟ قال: بل حرائر كرام، ادخلي علي بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت، قالت فاطمة: قد خلت اليهن، فما وجدت فيهن سفيانية الا متلدمة تبكي». [2] .

و قال ابن نما: «و قالت فاطمة بنت الحسين: يا يزيد، بنات رسول الله سبايا! فبكي الناس و بكي أهل داره حتي علت الأصوات». [3] .

و قال القاضي نعمان: «فقالت فاطمة بنت الحسين عليه السلام: يا يزيد، ما تقول في بنات رسول الله صلي الله عليه و آله سبايا عندك؟

فاشتد بكاؤه حتي سمع ذلك نساؤه، فبكين حتي سمع بكاءهن من كان في مجلسه». [4] .

و روي الطبري عن أبي عوانة بن الحكم الكلبي: «ثم أدخل نساء الحسين علي يزيد، فصاح نساء آل يزيد و بنات معاوية و أهله و ولولن، ثم أنهن ادخلن علي يزيد، فقالت فاطمة بنت الحسين - و كانت أكبر من سكينة -: أبنات رسول


الله سبايا يا يزيد؟

فقال يزيد: ابنة أخي أنا لهذا كنت أكره.

قالت: و الله ما ترك لنا خرص.

قال: يا ابنة أخي، ما أتي اليك أعظم مما أخذ منك.

ثم أخرجن فأدخلن دار يزيد بن معاوية». [5] .

و الشي ء الذي يلفت النظر في هذا الموقف هو وضوح التراجع و التنازل من قبل الطاغي يزيد بن معاوية، و هو يرجع الي ما حصل في المجلس، و من تأثير كلام أهل بيت العترة، بحيث انقلب المجلس، لأن المجلس الذي أسس علي أساس أن يكون مجلس فرح يزيد أصبح مجلس مأتم الحسين عليه السلام و منطلق الانقلاب ضد يزيد، و عليه يحمل ما ورد في هذه الأخبار من أنه رق عليهم! و لعن ابن مرجانة، أو أنه بكي!! فان ذلك كان لأجل بكاء الناس و خوفه من اثارة الفتنة و زوال ملكه.

و أما ما حكي عن فاطمة قولها: «و الله ما ترك لنا خرص»، ففيه:

1 - لم يثبت صدور هذا الكلام منها، و في صحة ما حكي عنها تأمل.

2 - بناء علي فرض صحة الصدور، فانها قالته لأجل بيان شدة ما ارتكبه جلاوزة يزيد في معركة الطف، لا أنها تطالب ذلك، الا أن في ضمن ما سلب عن أهل البيت بعض مواريث فاطمة الزهراء فانه لا تقابلها أي شي ء، فمطالبة ذلك ليس بمعني الحصول علي أمر مادي فحسب.



پاورقي

[1] الارشاد 135:2.

[2] العقد الفريد 132:5.

[3] مثير الأحزان: 99.

[4] شرح الأخبار 268:3.

[5] تاريخ الطبري 355:4. و روي نحوه: الکامل في تاريخ 86:4؛ البداية و النهاية 197:8؛ نور الأبصار: 132 بتفاوت يسير.