بازگشت

ملاحظات


1 - قال ابن الجوزي و أما قوله: «لي أن أسبيهم» فأمر لا يقع لفاعله و معتقده الا اللعنة. [1] .

و قال سبطه: «ليس العجب من قتال ابن زياد الحسين و تسليطه عمر بن سعد علي قتله و حمل الرؤوس اليه، و انما العجب من خذلان يزيد و ضربه بالقضيب ثناياه و حمل آل رسول الله سبايا علي أقتاب الجمال و عزمه علي أن يدفع فاطمة


بنت الحسين الي الرجل الذي طلبها... و كذا قول يزيد: «لي أن أسبيكم» لما طلب الرجل فاطمة بنت الحسين». [2] .

2 - ذكر الخوارزمي - حينما ذكر ما وقع من الكلام بين يزيد و زينب الكبري عليها السلام في المقام -:

«قالت زينب: أمير مسلط يشتم ظالما، و يقهر بسلطانه، اللهم اليك أشكو دون غيرك.

فاستحيي يزيد، و ندم و سكت مطرقا، و عاد الشامي الي مثل كلامه، فقال: يا أميرالمؤمنين، هب لي هذه الجارية.

فقال له يزيد: اعزب عني لعنك الله، و وهب لك حتفا قاضيا، ويلك لا تقل ذلك! فهذه بنت علي و فاطمة، و هم أهل بيت لم يزالوا مبغضين لنا منذ كانوا». [3] .

و روي سبط ابن الجوزي عن هشام بن محمد قال:

«انه لما دخل النساء علي يزيد نظر رجل من أهل الشام الي فاطمة بنت الحسين عليه السلام و كانت وضيئة، فقال ليزيد: هب لي هذه فانهن لنا حلال، فصاحت الصبية و ارتعدت و أخذت بثوب عمتها زينب، فصاحت زينب ليس ذلك الي يزيد و لا كرامة، فغضب يزيد و قال: لو شئت لفعلت، فقالت زينب: صل الي غير قبلتنا ودن بغير ملتنا و افعل ما شئت، فسكن غضبه». [4] .

و المهم ما ذكره السيد ابن طاووس:

«و نظر رجل من أهل الشام الي فاطمة بنت الحسين عليه السلام فقال: يا أمير


المؤمنين! هب لي هذه الجارية، فقالت فاطمة لعمتها: يا عمتاه، أيتمت و أستخدم؟ فقالت زينب: لا، و لا كرامة لهذا الفاسق، فقال الشامي: من هذه الجارية؟ فقال له يزيد لعنه الله: هذه فاطمة ابنة الحسين، و تلك عمتها زينب ابنة علي، فقال الشامي: الحسين بن فاطمة و علي بن أبي طالب؟! قال: نعم، فقال الشامي لعنك الله يا يزيد، تقتل عترة نبيك و تسبي ذريته، و الله ما توهمت الا أنهم سبي روم! فقال يزيد: و الله لألحقنك بهم، ثم أمر به، فضربت عنقه». [5] .

و هذا الخبر أيضا يدل بوضوح علي سيطرة الاعلام المضلل و بث الدعايات الكاذبة في الشام، و لذلك نري تركيز أهل البيت و علي رأسهم الامام زين العابدين عليه السلام و زينب الكبري عليهاالسلام و تكرارهم بأنهم من أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله و ثمرة علي و فاطمة.

3 - ذكر بعض أن القصة جرت في شأن فاطمة بنت علي، ثم ذكروا الموقف الزيني نفسه، ذكر ذلك البلاذري [6] ، و الشيخ الصدوق [7] ، و الطبري [8] ، و ابن الأثير [9] ، و ابن الجوزي [10] ، و ابن كثير [11] بتفاوت بالنقل.

أقول: و أما فاطمة بنت علي - عليه السلام - فقد ذكرها الشيخ المفيد [12] و ابن


شهر آشوب [13] و الطبرسي [14] ، و ابن أبي الحديد [15] و غيرهم في عداد أولاد الامام أميرالمؤمنين عليه السلام و امها أم ولد، روي عن عنبسة العابد أنه قال: ان فاطمة بنت علي مد لها في العمر حتي رآها أبوعبدالله عليه السلام. [16] .

و لكن المهم في المقام أمران:

الأول: لا نعلم بحضورها في وقعة الطف و بعدها.

الثاني: علي فرض حضورها فالقرائن الحالية و المقالية في الخبر تدل علي أنها كانت في شأن فاطمة بنت الحسين عليهماالسلام لا فاطمة بنت علي عليهماالسلام، التي روي أنها كانت متزوجة من محمد بن عقيل. [17] .

و أما ما جاء في بعض هذه الأخبار بأنها قالت: فأخذت أختي و هي أكبر مني و أعقل [18] ، أو: و أخذت بثياب أختي زينب [19] ، فهناك رواية يمكن الركون و الاعتماد عليها و هي ما رواها الخوارزمي أنها قالت فاطمة بنت الحسين: فأخذت بثياب أختي و عمتي زينب [20] ، و الاخت هي سكينة بنت الحسين عليهماالسلام.

4- أهمل بعض التصريح بالاسم، و اكتفي بذكر عنوان «وصيفة من بناتهم» [21] .


أو «وصيفة من بناته» [22] ، أو «صبية منهم» [23] ، ثم ذكر الموقف نفسه لزينب عليهاالسلام.

5- لقد تفرد أبوالفرج الاصبهاني بذكره الخبر في شأن زينب سلام الله عليها، فانه بعد ما ذكر من الكلام الذي جري بين الامام زين العابدين عليه السلام و يزيد، قال: «فوثب رجل من أهل الشام فقال: «دعني أقتله»، فألقت زينب نفسها عليه، فقام رجل آخر فقال: «يا أميرالمؤمنين هب لي هذه أتخذها أمة»، قال: فقالت له زينب: «لا و لا كرامة ليس لك ذلك، و لا له، الا أن يخرج من دين الله»، فصاح به يزيد: «اجلس» فجلس، و أقبلت زينب عليه و قالت: «يا يزيد، حسبك من دمائنا»، و قال علي بن الحسين: ان كان لك بهؤلاء النسوة رحم و أردت قتلي فابعث معهن أحدا يؤديهن، فرق له و قال: لا يؤديهن غيرك». [24] .

6- لقد حققت زينب الكبري نصرا حاسما علي الطاغي و هو في ذروة السلطة و القدرة الظاهرية فقد أفحمته المرة بعد المرة، و قد تمكنت أن تظهر جهل مدعي الخلافة للناس، كما كشفت عن عدم فقهه في شؤون الدين، فأن نساء المسلمين لا يصح اعتبارهن سبايا في الحروب، و لا يعاملن معاملة السبي، فكيف ان كن بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟!


پاورقي

[1] الرد علي المتعصب العنيد: 52.

[2] تذکرة الخواص: 290.

[3] مقتل الخوارزمي 62:2؛ انظر الفتوح 184:2.

[4] تذکرة الخواص: 264.

[5] الملهوف: 218؛ تسلية المجالس 385:2.

[6] أنساب الأشراف 416:3.

[7] أمالي الصدوق: 231، عنه بحارالأنوار 154:45.

[8] تاريخ الطبري 353:4.

[9] الکامل في التاريخ 86:4.

[10] الرد علي المتعصب العنيد: 49؛ المنتظم 344:5.

[11] البداية و النهاية 196:8.

[12] الارشاد 355:1.

[13] المناقب 305:3، عنه بحارالأنوار 92:42.

[14] اعلام الوري، عنه بحارالأنوار 94:42.

[15] شرح نهج‏البلاغه، عنه بحارالأنوار 90:42.

[16] قرب الاسناد: 163 ح 594، عنه بحارالأنوار 106:42.

[17] بحارالأنوار 92:42.

[18] أمالي الصدوق: 231.

[19] تاريخ الطبري 354:4.

[20] مقتل الخوارزمي 62:2.

[21] تهذيب الکمال 429:6.

[22] البداية و النهاية 199:8.

[23] سير أعلام النبلاء 309:3.

[24] مقاتل الطالبيين: 120.