وقفة مع بعض الكتب
1- ذكر ابن شهر آشوب عن الطبري و البلاذري و الكوفي أنه لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد جعل يضرب بقضيبه علي ثنيته، ثم قال: يوم بيوم بدر، و جعل يقول: نفلق هاما الي آخره. [1] .
هذا أيضا مما يدل علي كفره و زندقته، و تصريح علي أن ما ارتكبه يزيد كان انتقاما من الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، و اليه يشير ابن عباس ضمن رسالته الي يزيد.
قال سبط ابن الجوزي: ذكر الواقدي و هشام و ابن اسحاق و غيرهم أنه كتب ابن عباس الي يزيد كتابا جاء فيه: «يا يزيد، و ان من أعظم الشماتة حملك بنات رسول الله و أطفاله و حرمه من العراق الي الشام أساري مجلوبين مسلوبين، تري الناس قدرتك علينا و أنك قد قهرتنا و استوليت علي آل رسول الله، و في ظنك أنك أخذت بثأر أهلك الكفرة الفجرة يوم بدر، و أظهرت الانتقام الذي كنت تخفيه و الأضغان الذي تمكن في قلبك كمون النار في الزناد، و جعلت أنت و أبوك دم عثمان وسيلة الي اظهارها. فالويل لك من ديان يوم الدين، و والله لئن أصبحت آمنا من جراحة يدي فما أنت بآمن من جراحة لساني». [2] .
2- ذكر الطبري باسناده عن القاسم بن عبدالرحمن مولي يزيد بن معاوية أن يزيد قال بعد تمثله بأبيات الحصين: «أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك». [3] .
ففيه أولا: أنه منقول عن مولي يزيد فهو متهم في حد نفسه.
ثانيا: لو لم يكن راضيا بقتله فلماذا أساء الي الرأس الشريف و أمر بسبي أهله الي الشام.
ثالثا: قد ذكرنا الأدلة الوافية بأنه هو الذي أمر بقتل الحسين عليه السلام و الراضي بقتله، و اليه ينسب الفعل بالسبب.
رابعا: لو صح النقل نقول: لم يقل هذا الا مراعاة لوضعه و ابقاء لحكمه. و الدليل عليه ما رواه سبط ابن الجوزي «أنه ضرب يزيد ثنايا الحسين بالقضيب و أنشد للحصين بن الحمام المري:... (الأبيات) فلم يبق أحد الا عابه و تركه». [4] .
و بذلك يظهر و هن ما نقله الطبراني عن محمد بن الحسن المخزومي أنه ««لما أدخل ثقل الحسين بن علي علي يزيد بن معاوية و وضع رأسه بين يديه بكي يزيد و قال: نفلق... (الأبيات)، أما والله لو كنت صاحبك ما قتلتك أبدا». [5] .
و زبير بن بكار روي الخبر عن محمد بن الحسن و هو ضعيف و معاند لأهل البيت؛ قال الشيخ المفيد في شأنه: «لم يكن موثوقا به في النقل، و كان متهما فيما يذكره من بعضه لأميرالمؤمنين عليه السلام و غير مأمون فيما يدعيه علي بني هاشم». [6] .
انها محاولة شر ذمة من الناس لانفاذ يزيد، و ما هي الا كتشبث الغريق بالتوافه.
پاورقي
[1] المناقب 114:4.
[2] تذکرة الخواص: 276.
[3] تاريخ الطبري 352:4.
[4] مرآة الزمان: 99 (مخطوط) علي ما في عبرات المصطفين 315:2.
[5] المعجم الکبير 124:3، ح 2848؛ تاريخ الاسلام 350:2.
[6] ترويج علي بنته من عمر: 15.