بازگشت

يزيد ينكت ثنايا الحسين


ان هذا الفعل الفضيع مما تواتر نقله حتي عد من مسلمات التاريخ، و افتضح به فاعله يزيد.

قال أحمد بن أبي طاهر (م 280): «لما كان من أمر أبي عبدالله الحسين بن علي عليهماالسلام الذي كان و انصرف عمر بن سعد - لعنه الله - بالنسوة و البقية من آل محمد صلي الله عليه و آله و وجههن الي ابن زياد لعنه الله، فوجههن هذا الي يزيد - لعنه الله و غضب عليه - فلما مثلوا بين يديه أمر برأس الحسين عليه السلام فأبرز في طست فجعل ينكت ثناياه بقضيب في يده..». [1] .

و قال اليعقوبي: «و وضع الرأس بين يدي يزيد، فجعل يقرع ثناياه بالقصب». [2] .

روي ابن الجوزي عن سالم بن أبي حفصة قال: «قال الحسن البصري: «جعل يزيد بن معاوية يطعن بالقضيب موضع في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، وا ذلاه!» [3] .


و قال السيد ابن طاوس و ابن نما: «ثم دعا يزيد بقضيب خيزران، فجعل ينكت به ثنايا الحسين عليه السلام». [4] .

و عن مرآة الزمان: «قال العامري بن زبيعة: جمع يزيد أهل الشام و وضع الرأس في طشت و جعل ينكت عليه بالخيزرانة». [5] .

روي ابن كثير عن ابن أبي الدنيا باسناده عن الحسن قال: «لما جي ء برأس الحسين جعل يزيد يطعنه بالقضيب». [6] .

و قال مطهر بن الطاهر المقدسي: «و وضع رأسه بين يديه و جعل ينكت بالقضيب في وجهه». [7] .

و نقل ذلك كثير من المؤرخين مثل الباعوني [8] ، و الشبراوي [9] و غيرهما، نكتفي بما أوردناه. كما وثقه الشعراء بقصائدهم؛ أنشد الصاحب بن عباد:



يقرع بالعود ثنايا لها

كان النبي المصطفي لاثما [10] .



و قال الجواليقي:



أختال بالكبر علي ربه

يقرع بالعود ثناياه



بحيث قد كان نبي الهدي

يلثم في قبلته فاه [11] .




و لقد أظهر يزيد بفعله الفضيع ما في قلبه من الكفر و الحقد، يفعل ذلك في حق من قال الرسول صلي الله عليه و آله في شأنه: «حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط» [12] ، و قال صلي الله عليه و آله: «ان الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة». [13] .

و لنعم ما قال ابن الجوزي علي ما ذكره سبطه في التذكرة، قال: «قال جدي: و لو لم يكن في قلبه أحقاد جاهلية و أضغان بدرية لاحترم الرأس لما وصل اليه و لم يضربه بالقضيب و كفنه و دفنه و أحسن الي آل رسول الله». [14] .

و بذلك يظهر ضلالة من يدعي أن يزيد ما كان راضيا بقتل الحسين عليه السلام و أنه اغتم لذلك! اذ لو صح ذلك فلماذا ارتكب هذا الفعل الفضيع؟

نقل الباعوني عن الشيخ العالم أبي الوفاء ابن عقيل أنه قال: «ثم قتلوا ابنه (أي ابن الامام علي) الحسين بن فاطمة الزهراء و أهل بيته الطيبين الطاهرين بعد أن منعوهم الماء، هذا والعهد بنبيهم قريب و هم القرن الذي رأوا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و رأوه صلي الله عليه و آله و سلم يقبل فمه و ترشفه (يرشف ثناياه)، فنكتوا علي فمه و ثناياه بالقضيب! تذكروا و الله أحقاد يوم بدر و ما كان فيه. و أين هذا من مطمع الشيطان و غاية أمله بتبتيك آذان الأنعام؟ هذا مع قرب العهد و سماع كلام رب الأرباب (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) ستروا و الله عقائدهم في عصره مخافة السيف، فلما صار الأمر اليهم كشفوا قناع البغي و الحيف». [15] .



پاورقي

[1] بلاغات النساء: 20.

[2] تاريخ اليعقوبي 245:2.

[3] الرد علي المتعصب العنيد: 47.

[4] اللهوف: 214؛ مثير الأحزان: 100؛ بحارالأنوار 132:45.

[5] نقلناه من عبرات المصطفين 315:2.

[6] البداية و النهاية 194:8.

[7] البدء و التاريخ 12:6.

[8] جواهر المطالب 293:2.

[9] الاتحاف بحب الأشراف: 69.

[10] المناقب 114:4.

[11] المناقب 114:4.

[12] مقتل الحسين للخوارزمي 213:3، الفصل السابع ح 8 ط دار أنوار الهدي، و غيره.

[13] مختصر تاريخ دمشق 118:7، کنز العمال 661:13.

[14] تذکرة الخواص: 290.

[15] جواهر المطالب 313:2.