قيل: «ان زحر بن قيس الجعفي شهد صفين مع علي عليه السلام و قدمه علي أربعمائة من أهل العراق، و بقي بعده مؤمرا و أمره الحسن عليه السلام بأخذ البيعة له، و هو مع ذلك و ثقه الامام أحمد بن حنبل و أحمد بن عبدالله العجلي، و معه لابد أن يكون غيره - و ليس هو - الذي أتي برأس الحسين عليه السلام. [1] .

الجواب: ان الرأي الغالب بين أصحاب السير و التراجم أن الذي أتي بالرأس الشريف هو زحر بن قيس الجعفي [2] ، و ان قيل غيره مثل ما نقله ابن نما بكونه زحر بن قيس المذحجي [3] ، و ما قيل بأنه كان شمر ذي الجوشن. [4] و الظاهر أن ما


قيل بأنه زفر بن قيس [5] ، أو زجر بن قيس [6] فانه تصحيف، و مرد الجميع الي شخص واحد، نعم هناك احتمال وجود فرد آخر و هو محفز بن ثعلبة العائذي [7] ، و الظاهر أنه كان مع أساري أهل البيت حينما دخل علي يزيد، و هناك خلط في النقل، فبعضهم يذكرون أنه أتي بالرأس الشريف [8] ، و بعضهم يقول انه أتي بالرأس الشريف و أهل بيته [9] ، و بعضهم يذكر أنه أتي مع أهل بيت الحسين [10] ، و هو المختار. و كيفما كان فالمشهور أن الذي أتي بالرأس الشريف الي يزيد هو زحر بن قيس لعنه الله.

و أما ما قيل بأنه كان من أصحاب علي و... فانه ليس أول قارورة كسرت، فغير واحد من أصحاب علي عليه السلام انقلبوا الي الجاهلية السوداء، ألم يكن شمر من أصحاب علي عليه السلام في صفين؟ ألم يجرح في تلك الحرب؟ [11] ألم يكن شبث بن ربعي من أصحاب علي و الحسين عليهماالسلام حتي أنه قال: «قاتلنا مع علي بن أبي طالب و مع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدونا علي ولده و هو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية و ابن سمية الزانية» [12] ، ولكن المهم حسن العاقبة.

و أما توثيق الامام حنبل و العجلي فلا نرتب عليه أثرا.