بازگشت

رد فعل يزيد


ذكر المؤرخون أن يزيد بعد ما سمع كلام زحر بن قيس تكلم بكلمات تدل - بنظرنا - علي كذبه و نفاقه. [1] .

فمن ذلك ما ذكره ابن سعد أنه دمعت عينا يزيد! و قال: «كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين»! ثم تمثل:



من يذق الحرب يجد طعمها

مرا و تتركه بجعجاع [2] .




و منه: ما رواه ابن أعثم أنه «أطرق يزيد ساعة ثم رفع رأسه فقال: يا هذا لقد كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين بن علي، أما والله لو صار الي لعفوت عنه، ولكن قبح الله ابن مرجانة.

قال: و كان عبدالله بن الحكم - أخو مروان بن الحكم - قاعدا عند يزيد بن معاوية، فجعل يقول شعرا، فقال يزيد: نعم لعن الله ابن مرجانة، اذ أقدم علي قتل الحسين ابن فاطمة، أما والله لو كنت صاحبه لما سألني خصلة الا أعطيته اياها و لدفعت عنه الحتف بكل ما استطعت، و لو كان بهلاك بعض ولدي، و لكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، فلم يكن له منه مرد». [3] .

و أظن [4] أن وضع المجلس أدي بيزيد لا تخاذ هذا الموقف - كذبا و نفاقا - و لعل هذا أول موقف أبرز فيه تراجعه و أظهر ندامته.

و روي نحوه ابن عبد ربه من أن يزيد قال: «لعن الله ابن سمية، اما والله لو كنت صاحبه لتركته، رحم الله أبا عبدالله و غفر له!». [5] .

و قريب منه ما في الأخبار الطوال، و فيه أنه تمثل بعد ذلك:



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا أعق و أظلما [6] .



و قد ذكرنا الشواهد المتقنة و الكافية لاثبات أن يزيد هو الآمر بقتل الحسين عليه السلام و الراضي بقتله و أنه هو الأصل في ذلك، و أن ما أظهره من الندامة يرجع الي كذبه علي زوال ملكه و تمشيا مع الوضع العام و استنكار الناس


لذلك - بعدما كشف عن القضية شيئا فشيئا - و الدليل علي ذلك أنه لم يعاقب ابن زياد علي ما فعله و لم يعزله عن الامارة، بل شكر له و استدعاه و شرب معه الخمر كما مر ذكره. [7] .

و مما يدل ذلك ما رواه الحافظ البدخشاني، قال: «و لما قدموا دمشق و دخلوا علي يزيد رموا برأس الحسين رضي الله عنه بين يديه، فاستبشر الشقي بقتله، و جعل ينكت رأسه بالخيزران..». [8] .


پاورقي

[1] راجع ما ذکرنا في عنواني «قتله الحسين» و «کذبه»، في المدخل - شخصية يزيد.

[2] الطبقات الکبري (ترجمة الامام الحسين من القسم غير المطبوع): 81.

[3] الفتوح 180:2؛ مقتل الخوارزمي 56:2.

[4] مضافا الي ما ذکرناه في المدخل - عن يزيد -.

[5] العقد الفريد 130:5 و نحوه في المنتظم 341:5.

[6] الأخبار الطوال: 260.

[7] في ص 59 من هذا الکتاب.

[8] نزل الأبرار: 159.