بازگشت

متي وصل الرأس الشريف؟


بالنسبة الي زمان وصول الرأس الشريف هناك عدة احتمالات:

الأول: أن الرأس الشريف حمل مع تسييرهم أهل البيت الي الشام، و هناك بعض الشواهد التاريخية تؤيد ذلك.

- منها: ما رواه ابن حبان بقوله: «ثم أنفذ عبيدالله بن زياد رأس الحسين بن علي الي الشام مع أساري النساء و الصبيان من أهل بيت رسول الله» صلي الله عليه و آله و سلم. [1] .

- و منها: ما رواه السيد ابن طاووس عن الامام زين العابدين أنه قال:

«حملني علي بعير يطلع بغير وطاء و رأس الحسين عليه السلام علي علم و نسوتنا خلفي علي بغال... و الفارطة خلفنا و حولنا بالرماح». [2] .

- و منها: ما رواه ابن الأثير: «ثم أرسل ابن زياد رأس الحسين و رؤوس أصحابه مع زحر بن قيس الي الشام الي يزيد و معه جماعة و قيل مع شمر و جماعة
معه و أرسل معه النساء و الصبيان و فيهم علي بن الحسين». [3] .

- و منها: ما نقله السيد ابن طاووس أيضا: «و أما يزيد بن معاوية فانه لما وصل اليه كتاب ابن زياد و وقف عليه أعاد الجواب اليه يأمره فيه بحمل رأس الحسين عليه السلام و رؤوس من قتل معه و بحمل أثقاله و نسائه و عياله». [4] .

الثاني: أن الرأس الشريف أوصل الي دمشق قبل وصول أهل البيت عليهم السلام، و هناك بعض الشواهد تؤيد هذا الاحتمال:

منها: ما صرح به ابن أعثم و الخوارزمي بقولهما - و اللفظ للأول -: «ثم دعا ابن زياد بزحر بن قيس الجعفي فسلم اليه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما و رؤوس اخوته... ورؤوس أهل بيته و شيعته (رضي الله عنهم أجمعين) و دعا علي بن الحسين فحمله و حمل أخواته و عماته و نساءهم الي يزيد بن معاوية... و سبق زحر بن قيس برأس الحسين عليه السلام الي دمشق حتي دخل علي يزيد فسلم عليه و دفع اليه كتاب عبيدالله بن زياد، قال: فأخذ يزيد كتاب عبيدالله بن زياد فوضعه بين يديه، ثم قال: هات ما عندك يا زحر، فقال: ابشر يا أميرالمؤمنين..». [5] . و مقتضي هذا الاحتمال أن الرأس الشريف ارجع بعد ذلك الي خارج دمشق لكي يدخل مع الأساري الشام.

الثالث: أن أهل بيت الحسين عليه السلام سرحوا الي دمشق بعد ما أنفذ برأس الحسين عليه السلام، و لكنهم لحقوا بالذين معهم الرأس الشريف، فأدخلوا مع الرأس الشريف الشام.


روي الشيخ المفيد و الطبرسي ما يؤيد ذلك، قالا: «ثم ان عبيدالله بن زياد بعد أنفاذه برأس الحسين أمر بنسائه و صبيانه فجهزوا و أمر بعلي بن الحسين فغل بغل الي عنقه ثم سرح بهم في أثر الرأس مع محفز بن ثعلبة العائذي و شمر بن ذي الجوشن فانطلقا بهم حتي لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس..». [6] .

و يمكن أن يقال: أن الرأس الشريف أنفذ مع انفاذ أهل البيت الي الشام و أدخل معهم دمشق، و لكنه أدخل بالرأس الشريف مجلس يزيد قبل ادخالهم مجلسه، و هذا يتحد مع الاحتمال الأول الذي ربما ذكره الأكثر، و يحمل عليه الاحتمال الثاني أيضا.

أما ذمن دخول الرأس الشريف في الشام تحديدا فقد صرح بعض العماء كونه في أول يوم من شهر صفر.

قال أبو ريحان البيروني: «في اليوم الأول من صفر أدخل رأس الحسين عليه السلام مدينة دمشق، فوضعه بين يديه و نقر ثناياه بقضيب كان في يده، و هو يقول: لست من خندف ان لم أنتقم... الأبيات». [7] . و قال الكفعمي: «و في أوله (صفر) ادخل رأس الحسين عليه السلام الي دمشق، و هو عيد عند بني أمية». [8] .

و عليه يحمل ما ذكره الشيخ البهائي بقوله: «الأول من صفر فيه حمل رأس أبي عبدالله الحسين عليه السلام الي دمشق، و جعلوه بنوأمية عيدا». [9] .



پاورقي

[1] کتاب الثقات 312:2.

[2] اقبال الأعمال: 583.

[3] الکامل في التاريخ 83:4.

[4] الملهوف: 208. و کذا ما روي في شذرات الذهب 67:1؛ و الاتحاف 69، 55.

[5] الفتوح 180:2؛ نحوه مقتل الخوارزمي 55:2 بتفاوت يسير.

[6] الارشاد 119:2؛ اعلام الوري: 248.

[7] الآثار الباقية: 321.

[8] مصباح الکفعمي: 510.

[9] توضيح المقاصد: 5.