ابن الجوزي
قال: «ليس العجب من فعل عمر بن سعد و عبيدالله بن زياد، و انما العجب من خذلان يزيد و ضربه بالقضيب علي ثنية الحسين و اعادته الي المدينة.. لبلوغ الغرض الفاسد، أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج؟! أوليس في
الشرع أنهم يصلي عليهم و يدفنون، و أما قوله: (لي أن أسبيهم) فأمر لا يقع لفاعله و معتقده الا اللعنة، و لو أنه احترم الرأس حين وصوله و صلي عليه لم يتركه في طست و لم يضربه بقضيب ما الذي كان يضره و قد حصل مقصوده من القتل؟ و لكن أحقاد جاهلية و دليلها ما تقدم من انشاده: ليت أشياخي ببدر شهدوا». [1] .
و قال: «واعلم أنه ما رضي ببيعة يزيد أحد ممن يعول عليه حتي العوام أنكروا ذلك، غير أنهم سكتوا خوفا علي أنفسهم.. و أجمع العلماء علي أنه لا يجوز التنصيص علي امام بالتشهي و أنه لابد من صفات و صفات الامام و شروط الامامة جمعها الحسين عليه السلام لا يقاربه فيها أحد من أهل زمانه.. و اذا ثبت أن الصحابة كانوا يطلبون الأفضل ويرونه الأحق أفيشك أحد أن الحسين أحق بالخلافة من يزيد؟ لابل من هو دون الحسين في المنزلة كعبد الرحمن بن أبي بكر و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير و عبدالله بن عباس، و ما في هؤلاء الا من له صحبة و نسب و نجدة و كفاية و ورع و علم وافر لا يقاربهم يزيد، فبأي وجه يستحق التقديم؟ و ما رضي ببيعة يزيد عالم و لا جاهل، و لو قيل لأجهل الناس أيهما أصلح الحسين أو يزيد؟ لقال الحسين، فبان بما ذكرنا أن ولاية يزيد كانت قهرا و انما سكت الناس خوفا، و من جملة من خرج و لم يبايع ابن عمر! فلما خاف علي نفسه بايع..». [2] .
پاورقي
[1] الرد علي المتعصب العنيد: 52، و نحوه بتفاوت في تذکرة الخواص: 290.
[2] الرد علي المتعصب العنيد: 70 - 68.