بازگشت

و لنعد الان إلي قنسرين و قصه راهبها


قـال النـطـنـزي فـي الخـصـائص: ((لمـّا جـاءوا بـرأس الحـسـيـن ونـزلوا مـنـزلاً يـُقـال له قـنـسـريـن، إطـّلع راهـب مـن صـومعته إلي الرأس فرأي نوراً ساطعاً يخرج من فيه ويـصـعـد إلي السـمـاء! فـأتـاهـم بـعشرة آلاف درهم، وأخذ الرأس وأدخله صومعته، فسمع صوتاً ولم يَر شخصاً قال: طوبي لك! وطوبي لمن عرف حرمته!

فـرفـع الراهـب رأسـه وقـال: يـا ربّ بـحـقّ عـيـسـي! تـأمر هذا الرأس بالتكلّم معي! فتكلّم الرأس وقال: يا راهب! أيّ شيء تريد؟

قال: من أنت؟

قـال: أنـا ابـن مـحـمـّد المـصطفي! وأنا ابن عليّ المرتضي! وأنا ابن فاطمه الزهراء! وأنا المقتول بكربلاء! أنا المظلوم! أنا العطشان! فسكت.

فـوضـع الراهـب وجـهـه عـلي وجـهـه، فـقـال: لاأرفـع وجـهـي عـن وجـهـك حـتـي


تقول: أنا شفيعك يوم القيامه!

فتكلّم الرأس وقال: إرجع إلي دين جدّي محمّد (ص).

فـقـال الراهـب: أشـهـد أن لاإله إلاّ اللّه، وأشـهـد أنّ مـحـمـّداً رسول اللّه.

فقبل له الشفاعه، فلمّا أصبحوا أخذوا منه الرأس والدراهم، فلمّا بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة!)). [1] .

وقد ذكر الطريحي قصه راهب مع الرأس المقدّس أيضاً تشبه قصه راهب قنسرين، لكنّه ذكر أنّ مكان هذه القصه كان قريباً (نحو سته أميال) من بعلبك! [2] .


پاورقي

[1] مـنـاقـب آل أبـي طـالب (ع): 4:67 عـن کـتـاب الخـصـائص للنـطـنـزي، وعـنـه البحار:45 :303 ـ 304.

[2] راجع: المنتخب للطريحي: 481 ـ 482.