بازگشت

مشهد السقط في حلب


قـال الحـمـوي: ((وفـي غـربـيّ البـلد فـي سفح جبل جوشن [1] قبر المحسن بن الحسين، يـزعـمـون أنـه سـقـط لمـّا جـيـيء بـالسـبـي مـن العـراق ليحمل إلي دمشق، أو طفل كان معهم بحلب دفن هنالك.)). [2] .

وقـال أيـضـاً: ((جـوشـن جـبـل فـي غـربـي حـلب، ومـنـه كـان يـُحـمل النحاس الاحمر وهو معدنه، ويقال إنه بَطَل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي ونساؤه، وكـانـت زوجـه الحـسـيـن حـامـلاً فـأسـقـطـت هـنـاك، فـطـلبـت مـن الصـنـّاع فـي ذلك الجـبـل خـبـزاً ومـاء، فـشـتـمـوهـا ومـنـعـوهـا! فـدعـت عـليـهـم، فـمـن الان مـن عمل فيه لايربح.)). [3] .

وقـال الغـزّي: ((ومـمـّا يـُلحق بهذه المحلّه (أي محلّه الكلامته) مشهد محسن، ومشهد الحسين. فأمّا مـشـهـد مـحـسـن فـيعرف بمشهد الدكّه ومشهد الطرح، وهو غربيّ حلب، سُمّي بهذا المكان لانّ سيف الدوله بـن حـمـدان كـان له دكـّه عـلي الجـبـل المـُطلّ علي موضع المشهد، يجلس عليها لينظر إلي حلبه السباق فإنّها كانت تُقام بين يديه هناك.

وعـن تـاريـخ ابـن أبـي طـيّ: أنّ مـشـهـد الدكّه ظهر في سنه 351 ه‍، وأنّ سبب ظهوره هو أنّ سيف الدوله كـان فـي إحـدي مـنـاظـره التـي بـداره خـارج المـديـنـه فـرأي


نـوراً يـنـزل عـلي مـكان المشهد وتكرر ذلك، فركب بنفسه إلي ذلك المكان، وحفره فوجد حجراً عليه كـتـابـه: هـذا قـبـر المـحـسـن بـن الحـسـيـن بن عليّ بن أبي طالب، فجمع سيف الدوله العلويين وسـألهـم هـل كـان للحـسـيـن ولد إسمه المحسن؟ فقال بعضهم: ما بلغنا ذلك، وإنّما بلغنا أنّ فاطمه كانت حاملاً فقال لها النبيّ (ص): في بطنك محسن! فلمّا كان يوم البيعه هجموا علي بيتها لاخراج عليّ إلي البيعه فأحدجت!...)).

((وقال بعضهم: إنّ سبي نساء الحسين لمّا مرّوا بهنّ علي هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد. فـإنـّا نـروي عـن آبـائنـا أنّ هـذا المـكـان سـُمِّي بـجـوشـن لان شـمـر ابـن ذي الجـوشـن نـزّل عـليـه السـبـي والرؤوس، وكـان مـعـدنـاً يـُسـتـخـرج مـنـه الصـفـر، وإن أهل المعدن فرحوا بالسبي فدعت عليهم زينب بنت الحسين (هكذا)، ففسد ذلك المعدن.

فـقـال سـيـف الدوله: هـذا المـوضـع قـد أذن اللّه بـإعـمـاره، فـأنـا أُعـمـّره عـلي اسـم أهل البيت..)). [4] .

وقـال السـيـّد المـقـرّم (ره): ((وبالقرب من حلب مشهد يُعرف ب‍ ((مسقط السقط))، وذلك أنّ حرم الرسـول (ص) لمـّا وصـلوا إلي هـذا المـكـان أسـقـطـت زوجـه الحـسـيـن سـقـطـاً كـان يـُسـمـّي محسناً!)). [5] .

وقـال الشـيـخ عـبـّاس القمّي (ره): ((وإنّي قد تشرّفت بزيارة هذا المشهد الشريف في مرجعي من زيـارة بـيـت اللّه الحـرام فـي سـنـه 1342 ه‍، وقـد شاهدت عمارة المشهد الشريف، وكانت مبنيّه من صـخـور عـظـيـمـه فـي نـهـايـه الاتـقـان والاسـتـحـكـام،


ولكـنّ الاسـف أنـّهـا لاجـل المـحـاربـه الواقـعـه بـحـلب تهدمت بنيانها، فهي الان مخروبه منهدمه ساقطه حيطانها علي سقوفها، خاويه علي عروشها..)). [6] .


پاورقي

[1] وجـوشـن: جـبـل مـطـلّ عـلي حـلب فـي غـربـيـّها، في سفحه مقابر ومشاهد للشيعه. (معجم البلدان: 2:186).

[2] معجم البلدان: 2:284.

[3] معجم البلدان: 2:186.

[4] ونهر الذهب في تاريخ حلب: 2:209.

[5] مقتل الحسين (ع) للمقرّم: 346 ـ 347.

[6] نفس المهموم: 678.