بازگشت

مشهد النقطة في الموصل


لم يـُذكـر فـي واحـد مـن الكـتـب التـاريـخـيـه المـعـتـبـرة عـلي مـسـتـوي التـحـقـيـق أن أهـل البـيـت (ع) فـي الطـريـق مـن الكـوفـه إلي الشـام قـد مـرّوا بـمـديـنـه المـوصـل، وقـد تـجـنـّب بـعـض المـحققّين والمؤرّخين الخوض في صدد صحه أو عدم صحه هذا المـدّعـي، ومـن ذكـرهـا مـنهم ذكرها علي نحو النقل عمّن ذكرها، فالمرحوم الشيخ عبّاس القمّي مثلاً يقول ما هذا نصّه: ((وأمّا مشهده بالموصل، فهو كما في روضه الشهداء [1] ما ملخّصه: أنّ القـوم لمـّا أ رادوا أن يدخلوا الموصل أرسلوا إلي عامله أن يهييء لهم الزاد والعلوفه، وأن يـزيـّن لهـم البلدة، فاتّفق أهل الموصل أن يهيئوا لهم ما أرادوا، وأن يستدعوا منهم أنْ لايـدخـلوا البـلدة، بـل يـنزلون خارجها، ويسيرون من غير أن


يدخلوا فيها، [2] فنزلوا ظاهر البلد علي فرسخ منها، ووضعوا الرأس الشريف علي صخرة، فقطرت عليها قطرة دم من الراس المـكـرّم، فـصـارت تشع [3] ويغلي منها الدم كلّ سنه في يوم عاشوراء! وكان الناس يجتمعون عندها من الاطراف ويقيمون مراسم العزاء والمآتم في كلّ عاشوراء، وبقي هذا إلي أيـّام عـبـدالمـلك بن مروان فأمر بنقل الحجر، فلم يُرَ بعد ذلك منه أثر، ولكن بنوا علي ذلك المقام قبّه سمّوها مشهد النقطه.)). [4] .


پاورقي

[1] راجـع: روضـه الشـهـداء: 368 / ويلاحظ المتتبّع أنّ هذا الکتاب، وکتاب قمقام زخّار، وکـتـاب يـنـابـيـع المـودّة، وکـتـاب مـعـالي السـبـطـيـن، وأمـثـالهـا، تـأخـذ جـمـيعها ماتأخذه من مـنـازل الطـريـق السـلطـانـي عـن کـتـاب المـقـتـل المـنـسـوب إلي ابـي مـخـنـف، وأصل قضيّه المرور بمدينه الموصل هو کتاب المقتل المنسوب إلي أبي مخنف، فراجع ذلک في ص 183 منه.

[2] وعلّه ذلک أنّ أهلها کانوا من محبّي أهل البيت (ع)، کما في کتابي معالي السبطين: 2:77 وناسخ التواريخ: 3:102.

[3] في معالي السبطين: 3:102 ((تنبع)) بدلاً من ((تشعّ)).

[4] نفس المهموم: 426.