بازگشت

خروج يد من الحائط تكتب بمداد من الدم


روي الخـوارزمـي بـسـنـد عـن ابـن لهـيـعـه، [1] عـن أبـي قـبـيـل، [2] قـال: ((لمـّا قـُتـل


الحـسـيـن (ع) بـُعـث بـرأسـه إلي يـزيـد، فـنـزلوا أوّل مـرحـله، فـجـعـلوا يشربون ويبتهجون بالرأس! فخرجت عليهم كفُّ من الحائط، معها قلم من حديد، فكتبتْ سطراً بدم:

أترجو أُمّةٌ قتلت حسيناً

شفاعه جدِّه يوم الحساب!؟)) [3] .

وفي المقتل المنسوب إلي أبي مخنف: أنّ ابن زياد دعا الشمر اللعين،


وخولّي، وشبث بن ربعي، وعـمـر بـن سـعـد، [4] وضمَّ إليهم ألف فارس! وأمرهم بأخذ السبايا والرؤوس إلي يـزيـد، وأمـرهـم أن يـشـهـروهـم فـي كـلّ بـلدة يـدخـلونـهـا! فـسـاروا عـلي ساحل الفرات، فنزلوا علي أوّل منزل كان خراباً، فوضعوا الرأس الشريف المبارك المكرّم، والسـبـايـا مـع الرأس الشـريـف، وإذا رأوا يـداً خـرج مـن الحائط معه (كذا) قلم يكتب بدم عبيط شعراً:



أترجو أمّه قتلت حسيناً

شفاعه جدّه يوم الحساب



فلاواللّه ليس لهم شفيع

وهم يوم القيامه في العذاب



لقد قتلوا الحسين بحكم جور

وخالف أمرهم حكم الكتاب



فـهـربـوا، ثـمّ رجـعـوا، ثـمّ رحـلوا مـن ذلك المـنـزل، وإذا هـاتـف يقول:



ماذا تقولون إذ قال النبيّ لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الاممِ



بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أُساري ومنهم ضُرّجوا بدمِ



ماكان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تـخـلفـونـي بـسـوء فـي ذوي رحـمـي.)) [5] وروي الخـوارزمـي عـن إمـامٍ لبني سليم قـال: حـدّثـنـا أشـياخنا، قالوا: دخلنا في الروم كنيسه لهم، فوجدنا في الحائط صخرة، فيها مكتوب:



أترجو أُمّه قتلت حسيناً

شفاعه جدّه يوم الحساب



فلاواللّه ليس لهم شفيع

وهم يوم القيامه في العذابِ



فقلنا لشيخ في الكنيسه: منذُ كم هذا الكتاب؟

فقال: من قبل أن يُبعث صاحبكم بثلاثمائه عام!!)). [6] .


وفي ((تاريخ الخميس)) يقول الديار بكري: ((فساروا إلي أنْ وصلوا إلي دير في الطريق، فنزلوا ليقيلوا به فوجدوا مكتوباً علي بعض جدرانه:



أترجوا أمّه قتلت حسيناً

شفاعه جدّه يوم الحسابِ



فسألوا الراهب عن السطر، ومن كتبه؟

فقال: إنّه مكتوب هاهنا من قبل أن يُبعث نبيّكم بخمسمائه عام!)). [7] .


پاورقي

[1] هـو عبداللّه بن لهيعه بن عقبه بن فرعان بن ربيعه بن ثوبان الحضرمي الاعدولي.. وروي عـن جـماعه منهم أبوقبيل. قال روح بن صلاح: لقي ابن لهيعه إثنين وسبعين تابعياً. وعن أحـمـد بـن حـنـبـل: مـن کان مثل ابن لهيعه بمصر في کثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟.. ومات سنه اربع أو ثلاث وسبعين. (راجع تهذيب الکمال: 15:487 رقم 3513).

[2] وإسـمـه حـيّ بن هاني بن ناضر، ابوقبيل المعافري، روي عنه جماعه منهم ابن لهيعه. وعـن أبـي حـاتـم: صـالح الحـديث. وقال أبوسعيد بن يونس: توفي بالبُرُلُسّ سنه ثمان وعـشـريـن ومـائه. (راجـع: سـيـر أعـلام النـبـلاء: 5:214 رقـم 86، وتـهـذيـب الکمال: 7:490 رقم 1586).

[3] مقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2 :105 ـ 106 رقم 28، ورواه أيضاً محبّ الدين الطبري فـي کـتـابـه ذخـائر العـقـبـي: 145 بـتـفاوت يسير، وفي آخره: ((فهربوا وترکوا الرأس))، وقـال الطـبـري: خـرّجـه ابـن مـنصور بن عمّار. ورواه ابن المغازلي في المناقب: 388 رقم 442 وفـيـه: ((فـلمـّا صـار الليـل قـعـدوا يـشربون ويتحيَّون بالرأس..)) وليس فيه ذکر أنّ هذه الواقعه حصلت في الطريق إلي الشام، وقال محقّق کتاب ابن المغازلي (البهبودي) في حاشيه نفس الصفحه: أخرجه العلاّمه الطبراني في المعجم الکبير: 147 نسخه جامعه طهران... وخرّجه عـنـه الحـافـظ الکـنـجـي فـي الکـفـايـه: 291 ط و 439 ط، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/199، والحـافـظ الذهـبـي فـي تـاريـخ الاسـلام: 3/13، والحـافـظ السيوطي في الخصائص الکـبـري: 2/127، وأخـرجـه المـحـبّ الطـبري في الذخائر: 145...))، وانظر: الاتحاف بحب الاشراف: 23، ونظم درر السمطين: 219 و 338، والخطط المقريزيه: 2: 286، وتاريخ مدينه دمشق: 14: 244، وينبغي التنويه أنّ بعض هذه المصادر لم تشخّص أنّ هذه الواقعه حصلت في الطريق إلي الشام.

وقـال الشـيخ عبّاس القمّي (ره): ((وروي عن کتب الفريقين أنّ حاملي الرأ س الشريف لمّا نزلوا فـي أوّل مـرحـله جعلوا يشربون ويتبجّحون بالرأ س ‍ فيما بينهم، فخرجت عليهم کفُّ من الحائط معها قلم من حديد فکتبت أسطراً بدم:

أترجو أمّه قتلت حسيناًشفاعه جدّه يوم الحساب؟

فـفـزعـوا مـن ذلک وارتـاعـوا ورحـلوا مـن ذلک المـنزل.)). (نفس المهموم: 422).

[4] في رفقه خولّي وشبث وعمر بن سعد تأمّل، خصوصاً عمر بن سعد. (راجع: نفس المهموم: 386)

[5] راجع إحقاق الحقّ: 11: 564، ومنتخب الطريحي: 480.

[6] مقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2:106 رقم 29.

[7] تـاريـخ الخـمـيـس: 2 :75 و 299 وانـظـر: تاريخ مدينه دمشق: 24: 243، ومحاضرة الابـرار ومـسـامـرة الاخـيـار: 2:225، وأخـبـار الدول للقـرمـانـي: 108 وفـيـه: ((وقيل: إنّ الجدار انشقّ وظهر فيه کفُّ مکتوب عليه هذا السطر!..)).