بازگشت

الطريق المستقيم (طريق عرب عقيل)


وهـو طـريـق يـمـكـن قـطـعـه فـي مـدّة أ سـبـوع لكـونـه مـسـتـقـيـمـاً، ومـمـّن ذهـب إلي أن أهـل البـيـت (ع) سـلكـوا هذا الطريق هو المرحوم السيد محسن الامين في موسوعته الكبيرة (أعيان الشيعه) حيث يقول: ((.. والمشهور أنّهم وصلوا إلي كربلاء في العشرين من صفر، ومنه زيارة الاربعين الواردة عن أئمّه أهل البيت (ع) للحسين (ع).

وقد يستبعد ذلك بأنّ المسافه بين العراق والشام تقطع في نحو من شهر، ولابدّ يكونوا بقوا فـي الشـام مـدّة، فـكـيـف يـمـكن استيعاب الذهاب والاياب والبقاء في الشام، والذهاب للكوفه والبقاء فيها، أربعين يوماً؟!

ويـمـكـن دفـع الاسـتـبعاد بأنّه يوجد طريق بين الشام والعراق يمكن قطعه في أسبوع لكونه مستقيماً، وكان عرب عقيل يسلكونه في زماننا.

وتـدلّ بـعـض الاخـبـار عـلي أنّ البريد كان يذهب من الشام للعراق في أسبوع،


وعرب صليب يذهبون من حوران للنجف في نحو ثمانيه أيّام.

فلعلّهم سلكوا هذا الطريق وتزوّدوا ما يكفيهم من الماء، وأقلّوا المقام في الكوفه والشام، واللّه أعلم.)). [1] .

ونـحـن أيـضـاً نـرجـّح أنّ أعداء اللّه ورسوله (ص) كانوا قد سلكوا ببقيه الركب الحسيني في سـفـرهـم مـن الكـوفـه إلي الشـام أقـصـر الطـرق مـسـافـه، سـواء أكـان طـريـق عـرب عـقـيـل أو غـيـره، ونـسـتـبـعـد أنـّهـم سـلكـوا مـا يـُسـمـّي بـالطـريـق السـلطـانـي الطويل.

ذلك لانّ من الطبيعي يومذاك أن يحرص كلُّ من يزيد وابن زياد وجلاوزتهم الموكّلين ببقيه الركب الحـسـيـنـي عـلي وصـول هـذا الركـب إلي دمـشـق فـي أسـرع وقـت مـمـكـن! ويـتـوسـّلوا بـكـلّ الوسائل المساعدة لتحقيق هذه الرغبه!

أمـّا يـزيـد لعـنـه اللّه، فـلكـي يـروي ظـمـاءه إلي التـشـفـّي بـمـشـهـد انـكـسـار أهل البيت (ع) من رسول اللّه (ص) وأميرالمؤمنين متوهماً أن بني أميّه عدلوا يوم عاشوراء ببدر فاعتدل! حتّي استشهد بشعر ابن الزبعري في هذا المعني! جذلان بمظاهر الظفر المكذوب!

وأمـّا ابـن زيـاد لعـنـه اللّه، فـلكـي يـُري أميره يزيد كيف نفّذ أوامره كما يحبّ ويرضي! حتّي يـحـظـي عـنـده بـمـزيـد مـن الوجـاهـه والمـنـزله والاعـتـمـاد، فـهـو عـلي عـجـله مـن أمـر وصـول بـقـيـّه الركـب الحـسـيـنـي إلي الشـام بـأسـرع وقـت، مـن أجـل دفـقـه سـرور مـوهـومـه تـدخـل علي قلب يزيد تنعكس آثارها الايجابيه علي حياة ابن زياد ومصيره!

وأمـّا الجـلاوزة لعـنـهـم اللّه الذيـن رافـقـوا الركـب الحـسـيـنـي فـهـم أشـدّ لهـفـه إلي


الوصـول بـالركـب الي الشـام بـأسـرع مـا يـمـكـن مـن الوقـت، طـمـعـاً فـي نوال جوائز يزيد، والحصول علي مزيد من الحظوة عنده!

فكانت جميع مصالح الطغاة وجلاوزتهم تدعو الي اعتساف أقصر الطرق من الكوفه إلي الشام!! ويـُذكـر أ يـضـاً أنّ جـلاوزة ابـن زيـاد حـيـنـمـا خـرجـوا بـرأس الحسين (ع) من الكوفه كانوا يـخـافـون مـن قـبـائل العـرب أن تـثور فيهم الغيرة والحميّه، فكانوا يخشون أن يأخذوا منهم الرأس المـقـدّس ولذا كـانـوا يـتـجنّبون السير علي الجادة المعروفه، وكلّما وصلوا إلي قبيله طلبوا العلوفه وقالوا معنا رأس خارجيّ!. [2] .


پاورقي

[1] أعـيـان الشـيـعـه: القـسـم الاول مـن الجـزء الرابـع؛ وعـنـه کـتـاب تـحـقـيـق حول زيارة الاربعين:193.

[2] راجع: قمقام زخّار: 2:548 نقلاً عن کامل البهائي: 2:292.