بازگشت

هل كانت الرؤوس المقدسة مع الركب الحسيني


يُستفاد من النصوص التي مضت عن السيّد ابن طاووس (ره) أنّ الرؤوس المقدّسه كانت مع الركب الحسينيّ في حركته من الكوفه إلي الشام.


لكـنّ نـصـوصـاً أخـري تُشعر أنّ الرؤوس المقدّسه سبقت الركب الحسينيّ إلي الشام، كما في نـصّ الشـيـخ المـفـيـد (ره) حيث يقول: ((ولمّا فرغ القوم من التطوّف به ـ أي الرأس المقدّس ـ بالكوفه، ردّه إلي باب القصر، فدفعه ابن زياد إلي زحر بن قيس، [1] ودفع إليـه رؤوس أصـحـابـه، وسرّحه إلي يزيد بن معاويه عليهم لعائن اللّه ولعنه اللاعنين في السـمـوات والارضـيـن، وأنـفـذ مـعـه أبابردة بن عوف الازدي، [2]


وطارق بن أبي ظبيان، [3] في جماعه من أهل الكوفه حتّي وردوا بها علي يزيد بدمشق.)). [4] .

وأوضح من ذلك في هذا الصدد ما قاله الشيخ المفيد (ره) أيضاً: ((ثمّ إنّ عبيداللّه بن زياد بعد إنـفاذه برأ س الحسين (ع) أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا، وأمر بعليّ بن الحسين فغُلّ بِغلّ إلي عنقه، ثمّ سرّح بهم في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبه العائذي، وشمر بن ذي الجوشن، فـانـطـلقـوا بـهـم حـتّي لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس، ولم يكن عليّ بن الحسين (ع) يكلّم أحداً من القوم في الطريق كلمه حتّي بلغوا...)). [5] .



پاورقي

[1] ويرد إسمه في بعض المصادر: زجر بن قيس، وفي بعض المصادر زفر بن قيس، وهو غـيـر صـحيح، بل الصحيح کما هو المنقول عن المتقدّمين: زحر بن قيس. (راجع مثلاً: کتاب النسب: 321 / لابـي عـبـيـد، القـاسـم بـن سلام، المتوفي سنه 154 ه‍، وکتاب جمهرة أنساب العرب: 409 / للاندلسي المتوفّي سنه 384 ه‍).

وهذا الرجل کان من أصحاب أميرالمؤمنين علي (ع)، ورسوله إلي جرير بن عبداللّه إلي الريّ، ثمّ رسوله إلي الخوارج، وکان معه في حرب الجمل، وله أشعار في مدحه، وله قضايا ومواقف فـي صـفـّيـن، ولکـن استحوذ عليه الشيطان فکانت عاقبته أن التحق بجنود الکفر والشيطان، وصـار مـن أقـرب النـاس إلي عـبـيـداللّه بـن زيـاد ومـن خـواصـه، ولقـد فـوّض إليـه مـهـمـّه حـمـل الرأ س الشـريـف وسـائر الرؤوس الطـاهـرة ليـحـمـلهـا الي الشـام، وحـيـنـمـا حُمل بقيه أهل البيت (ع) إلي الکوفه کان زحر هذا يضربهم بالسوط!

وقـد روي مـحـمـد بـن جـريـر بـن رسـتـم الطـبـري أنّ الامـام الحـسـيـن (ع) قـال لزهـيـر بـن القـيـن (رض): ((إعـلم أنَّ هـاهـنـا مـشـهـدي ـ أي کـربـلاء ـ ويـحـمـل هـذا مـن جـسـدي ـ يـعـنـي رأسـه ـ زحـر بـن قـيـس، فـيـدخـل بـه عـلي يـزيـد يـرجـو نـواله، فـلايـعـطـيـه شـيـئاً)). (راجـع: دلائل الامامه: 182 رقم 97/2).

ومـن غرائب وعجائب بعض علماء الرجال من أهل السنّه أنّهم يعدّون زحر بن قيس من الثقات (راجع: کتاب الثقات لابن حبّان: 4:270)، ويعبّر عنه ابن حبّان أنّه من کبّار التابعين، ولايشير بشيء إلي سوء عاقبته! وانظر أيضاً مقاله البخاري في تاريخه: 3:445.

[2] وکـان عـثـمـانـيـّاً تـخـلّف عـن أمـيـرالمـؤمـنـيـن يـوم الجـمـل وحـضـر مـعـه يـوم صـفـّين لنصرته، وکان منافقاً يکاتب معاويه سرّاً وکان عنده کريماً. (راجع: مستدرکات علم رجال الحديث: 8:339).

[3] وقـال النـمـازي أيـضـاً: ((طـارق بـن أبـي ظـبيان (ابي شهاب) من الذين ذهبوا برأس الحـسـيـن (ع) إلي دمـشـق بـأمـر عـبـيـداللّه بـن زيـاد)) (راجـع: مـسـتـدرکـات عـلم رجال الحديث: 4:284).

[4] الارشاد: 2:118.

[5] الارشـاد: 2: 119؛ وانـظـر: تـاريـخ الطـبـري: 3:338، والفـصـول المـهـمـّه لابـن الصـبـّاغ المـالکـي: 193 ومـخـتـصـر تـاريـخ دمـشـق: 24:111 ومقتل الحسين (ع) للخوارزمي: 2:58.

ويـنـقـل المـحقق القرشي عن عبدالباسط الفاخوري قوله ((ثمّ إنَّ عبيداللّه جهّز الرأ س الشريف وعـليَّ بـن الحـسـيـن ومـن مـعـه مـن حـرمـه بـحـاله تـقـشـعـّر مـنـهـا ومـن ذکـرها الابدان وترتعد منها مـفـاصـل الانسان بل فرائص الحيوان)) (حياة الامام الحسين بن عليّ(ع): 3:367 عن تحفه الانام في مختصر تاريخ الاسلام: 84).

وقـال أبـوطالب المکّي: ((ثمّ إنّ عبيداللّه بن زياد جهّز عليَّ بن الحسين، ومن کان مع الحسين من حـرمـه، بـعـد أن اعـتـمـدوا مـا اعـتـمـدوه مـن سـبـي الحـريـم وقتل الذراري ممّا تقشعّر من ذکره الابدان وترتعد منه الفرائص الي البغيض يزيد بن معاويه...)).(قوت القلوب: 1:75).

وإن تـعـجـب فـعـجـبٌ قـول ابـن تـيـمـيـّه فـي مـخـالفـتـه الحـقـيـقـه التـأريـخـيـه المـُسـلَّمه حيث يـقـول: سـيـّر ابـن زيـاد حـرم الحـسـيـن بـعـد قـتـله إلي المـديـنه)). (راجع: المنتقي من منهاج الاعتدال للذهبي: 288).