بازگشت

ابن زياد يطلب من يقَور الرأس المقدس


روي الخوارزمي أنّه: ((ولمّا جييء برأس الحسين إلي عبيداللّه، طلب من يقوّره ويُصلحه، فلم يـجـسـر أحـدٌ عـلي ذلك، ولم يحر أحدٌ جواباً، فقام طارق بن المبارك [1] فأجابه إلي ذلك، وقام به فأصلحه وقوّره، فنصبه بباب داره!)). [2] .

وقـال سـبـط ابـن الجـوزي: ((وذكـر عـبـداللّه بـن عـمـر الورّاق فـي كـتـاب (المـقـتـل) أنـّه لمـّا حـضـر الرأس بـيـن يـدي ابـن زيـاد أمـر حـجـّامـاً فقال: قوّره.

فـقـوّره وأخـرج لغـاديـده ونـخـاعه وما حوله من اللحم ـ واللغاديد ما بين الحنك وصفحه العنق من اللحـم ـ فـقـام عمرو بن حُريث المخزومي فقال: يا ابن زياد! قد بلغت حاجتك من هذا الرأس، فهب لي ما القيتَ منه.

فقال: ما تصنع به!؟ فقال: أواريه. فقال: خذه.

فجمعه في مطرف خزّ كان عليه، وحمله إلي داره، فغسله وطيّبه وكفّنه ودفنه عنده في داره وهي بالكوفه تُعرف بدار الخزّ دار عمرو بن حريث المخزومي)). [3] .



پاورقي

[1] طـارق بـن المـبـارک: لم نـعـثـر عـلي تـرجـمـتـه، لکـنّ الخـوارزمـي قال في تتمّه الخبر: ((ولطارق هذا حفيد کاتبُ يکنّي: ((أبا يعلي)) هجاه ((العدويّ)) فعرض له بذلک وقال:

نعمةُ اللّه لاتُعاب ولکنْربّما استقبحت علي أقوام

لايليق الغني بوجه أبي يعلي ولانور بهجه الاسلام

وسخ الثوب والعمامه والبرذون والوجه والقفا والغُلام

لاتـسـمـّوا دواتـه فـتـصـيـبـوامـِن دمـاء الحـسـيـن فـي الاقـلامِ)).

[2] مقتل الحسين (ع) / للخوارزمي: 2 :58 ـ 59.

[3] تـذکـرة الخـواص: 233 / وقـال اليافعي في مرآة الجنان: ((وذکروا مع ذلک ما يعظم من الزنـدقـه والفـجـور، وهـو أنّ عـبـيـداللّه بـن زياد أمر أنّ يُقوَّر الرأس المشرّف المکرّم حتي يـنـصـب فـي الرمـح، فـتـحـامـي النـاس عـن ذلک، فـقـام مـن بـيـن النـاس رجـل يـُقـال له طـارق بـن المـبـارک، بـل هـو ابن المشؤوم المذموم، فقوّره ونصبه بباب المسجد الجامع وخطب خطبه لايحلّ ذکرها!)) (مرآة الجنان: 1:135).