بازگشت

خبر سليمان بن قته


روي ابـن نـمـا (ره) يـقـول: ((ورويـت إلي ابـن عـائشـه قـال: مـرَّ سـليـمـان بـن قـتـّه العـدويّ [1] مـولي بـنـي تـمـيـم بـكـربـلاء بـعـد قتل الحسين (ع) بثلاث، فنظر إلي مصارعهم، فاتّكاء علي فرس له عربيه وأنشاء:



مررتُ علي أبيات آل محمّد

فلم أرها أمثالها يوم حُلَّتِ



ألمْ ترَ أنَّ الشمس أضحت مريضه

لفقد حسينٍ والبلاد اقشعرّتِ



وكانوا رجاءً ثمّ أضحوا رزيّه

لقد عظمت تلك الرزايا وجلّتِ



وتسألنا قيس فنعطي فقيرها

وتقتلنا قيس إذا النعلُ زلَّتِ



وعند غني قطرة من دمائنا

سنطلبهم يوماً بها حيث حَلّتِ



فلايُبعد اللّه الديار وأهلها

وإنْ أصبحتْ منهم برغمٍ تخلَّتِ



فإنّ قتيل الطفّ من آل هاشم

أذلَّ رقاب المسلمين فذلّتِ



وقد أعولتْ تبكي النساء لفقده

وأنجمنا ناحت عليه وصلَّتِ



وقيل: الابيات لابي رمح الخزاعي.)). [2] .


وقـد يـُسـتـفـاد مـمـّا ورد فـي مـتـن الخـبـر: ((مـرَّ سـليـمـان بـن قـتـّه.. بـعـد قتل الحسين (ع) بثلاث فنظر إلي مصارعهم..)) أنّ الاجساد الطاهرة قد مرّت عليها ثلاث ليالٍ وهـي بـعـدُ لم تـدفـن حـيـن مـرَّ عليها سليمان بن قتّه، فيكون هذا الخبر دليلاً علي أنّ الدفن لم يحصل في اليوم الحادي عشر ولافي اليوم الثاني عشر، ولافي ليله الثالث عشر.

لكـنـنـا إذا عـلمـنـا أنّ المـراد بمصارعهم هو الامكنه التي صُرِّعوا فيها، [3] أي ساحه مـيـدان المـعـركـه فـي كـربـلاء، فـإنّ الاسـتـفـادة المشار إليها من هذا الخبر تنتفي، إذ يمكن أن يـُقـال: إنّ سـليـمـان بن قتّه مرَّ بساحه المعركه في كربلاء في اليوم الثالث عشر بعد دفن الشـهـداء (ع) فـرأي قبورهم وآثار الحرب في ساحه الميدان فرثاهم بهذه الابيات، وممّا يؤيـد ذلك أنـّه ذكـر ((أبـيـات آل مـحمّد)) ولم يصف الاجساد حيث صُرِّعت، وربّما كان ذكر الابيات كـنـايـه عـن القـبـور، كـمـا يـؤيـّد ذلك أنّ سـليـمـان لو كـان مـرَّ بـالاجـسـاد الطـاهـرة قـبـل دفـنـهـا فـكـيـف يـصـحّ مـنـه عـدم السـعـيّ إلي دفـنـهـا، وهـو مـن مـحـبـّي أهل البيت (ع)؟!

ولو كـان ـ أيـضـاًـ حـاضـراً سـاعـه دفـنـهـم مـع جـمـله مـن حـضـر مـن بـنـي أ سـد مـن أهل الغاضريّه بحضور الامام السجّاد (ع)، لكان له خبرٌ يُذكر مع الامام (ع) ومع بني أسد ذلك اليـوم فـي التـأريـخ، بـل لكـان هـو المـبـادر إلي تـسجيل تلك اللحظات الخالدة من ساعه الدفن علي صفحه التأريخ في قصيدة من شعره رائعه تبقي القلوب والالسن تتناقلها إلي قيام الساعه!

ولِنَعُد الان إلي تتمّه مجري أحداث الكوفه...



پاورقي

[1] قـال المـرحـوم الشـيـخ عـبـّاس القـمـّي: ((سـليـمـان بن قتّه التابعي الخزاعي الشيعي، قيل: إنّه أوّل من رثي الحسين (ع)، مرَّ بکربلاء فنظر إلي مصارع شهداء الطفّ فبکي حتّي کاد أن يموت ثم قال:...)) (راجع: الکُني والالقاب: 1:383).

[2] مـثـيـر الاحـزان: 110 ـ 111 / ونـقـل الابـيـات أبـوفـرج الاصـبـهـانـي فـي کـتـابه مـقـاتـل الطـالبـيـيـن:121، وانـظـر: سـيـر أعـلام النـبـلاء: 3:318، ومـنـاقـب آل أبـي طـالب (ع): 4:117 وفـيـه: ((سليمان بن قبّه الهاشمي))، وانظر: نظم درر السمطين: 236، ونسب قريش: 41.

[3] راجع: لسان العرب: 8:197 ففيه: ((ومصارع القوم: حيث قُتلوا)).