بازگشت

و لكن هل يمكن الاخذ بهذا الرأي


خـصـوصـاً فـيـمـا يـتـعـلّق بـأنّ بـنـي أ سد من أهل الغاضريه هم الذين تولّوا تكفين الامام (ع) وأصحابه، [1] وصلّوا عليهم، ودفنوهم؟


إنّ طـريـقـه دفـن الامـام (ع) وأهـل بـيته وأ صحابه المستشهدين بين يديه صلوات اللّه عليهم أجـمـعـيـن عـلي النـحـو والتـوزيع المعروف من خلال قبورهم ـ والمتسالم عليه بلاخلاف ـ لايمكن لبني أ سد من أهل الغاضريّه وهم من أهل القري الذين لم يشهدوا المعركه أن يحقّقوا ذلك بدون مرشد عارف تماماً بهؤلاء الشهداء وبأبدانهم ولباسهم ـ خصوصاً وأن الرؤوس الشريفه كـانـت قد قُطّعتْ وبقيت الاجساد الشريفه بلارؤوس ـ فلولاهذا المرشد المطّلع العالم لما أمكن لبني أ سد من أهل الغاضريه التمييز بين شهيد وآخر، ولولاه لكان الدفن عشوائياً بلامعرفه، ولم يـكن ليتحقّق هذا الفصل المقصود وهذا التوزيع المدروس بين هذه القبور علي ما هي عليه الان.

وفـي ضـوء الاعـتـقاد: بأنّ الامام لايلي أمره إلاّ إمام مثله، [2] فإنّ هذا المرشد الذي لابـدّ أن يـكـون قـد حـضـر عـمـليـه الدفـن مـع بـنـي أسـدٍ مـن أهل الغاضريه هو الامام السجّاد (ع)، ولابدَّ أن يكون حضوره (ع) إلي ساحه كربلاء حضوراً إعـجـازيـاً خـارقـاً للعـادة فـي الاسـبـاب! لانـّه (ع) حـيـنـذاك كـان لم يزل في قيد الاسر بيد الاعداء.

وهـذا مـا يـؤكـده المـأثـور عـن أهـل بـيـت العـصـمـه (ع)، كـمـا فـي روايـه اثـبـات الوصـيه عن سـهـل بـن زيـاد عـن مـنـصـور بـن العـبـاس عـن اسـمـاعـيـل بـن سـهـل عـن بـعـض أصـحـابـه قـال: ((كـنـت عـنـد الرضـا (ع)، فـدخـل عـليـه عـليّ بـن أبـي حـمـزة، وابـن السـرّاج، وابـن المـكـاري، فقال عليُّ بعد كلام جري بينهم وبينه (ع) في إمامته: إنّا روينا عن آبائك (ع) أنَّ الامام لايلي أمره إلاّ الامام مثله.


فقال له أبوالحسن (ع): فأخبرني عن الحسين بن عليّ كان إماماً أو غير إمام؟

قال: كان إماماً.

قال: فمن ولي أمره؟

قال: علي بن الحسين!

قال: وأين كان عليّ بن الحسين؟

قال: كان محبوساً بالكوفه في يد عبيداللّه بن زياد.

فقال:كيف ولي أمر أبيه و هو محبوس؟

قال: له روينا أنه خرج وهم لايعلمون حتّي ولي أمر أبيه ثمّ انصرف الي موضعه.

فـقـال له أبـوالحـسـن: إنّ هـذا الذي أمـكـن عـليَّ بـن الحـسـيـن و هـو مـعـتـقـل فـهـو يـمكّن صاحب هذا الامر و هو غر معتقل أن يأتي بغداد ويلي أمر أبيه ويتصرف و ليس هو المحبوس و لامأسور!)). [3] .

ويـسـتـفـاد من متن هذه الروايه في هذه الفقرة: ((كان محبوساً بالكوفه في يد عبيداللّه بن زياد، خـرج وهـم لايعلمون حتّي ولي أمر أبيه ثمّ أنصرف)) أنَّ الامام عليّ بن الحسين (ع) خرج من مـحـبـسـه بـالكـوفـه ـ بـالامر المعجز ـ إلي كربلاء لدفن أبيه (ع)، وكان خروجه هذا ((وهم لايعلمون)).

إذن فـخـروجـه (ع) إلي كربلاء بالامر المعجز لم يكن في اليوم الحادي عشر حتماً، ذلك لانّه لم يـدخـل المـحـبـس إلاّ فـي اليـوم الثـانـي عـشـر، إذ لم يـكـن عـمـر بـن سـعـد قـد دخـل بـعـسـكـره وبـالسـبـايـا مـديـنـه الكـوفـه إلاّ فـي نـهـار اليـوم الثـانـي عـشـر كـمـا قـدّمنا قبل ذلك في سياق الاحداث.


وإذا عـلمـنـا أنّ جـُلَّ نـهـار اليـوم الثـانـي عـشـر كـان انـقـضـي عـلي بـقـيـه أهل البيت (ع) في عرضهم علي الناس، وفي عرضهم علي ابن زياد ـ لعنه اللّه ـ في مجلسه في القـصـر، وفـي مـحـاوراتهم معه، فإنّه يتّضح لنا أنّ ابن زياد أمر بحبسهم عصر أو أواخر نهار اليوم الثاني عشر، ثمَّ استدعاهم، ثمّ أعادهم إلي الحبس مرّة أخري.

وبـهـذا تـكـون ليله اليوم الثالث عشر هي أوّل ليله لهم في السجن حيث بقوا فيه إلي اليوم الذي أ رسلهم ابن زياد فيه إلي يزيد.

ومـن هنا ـ مع الانتباه إلي ما تذكره الروايه من أنّه (ع) خرج من محبسه الي كربلاء لدفن أبيه (ع) وهـم لايـعـلمـون ـ نستنتج أنّ خروجه كان من المحبس في وقت كان قد فرغ الطاغيه من التحقيق معهم فلايعود إلي استدعائهم، أي في وقت كان الامام السجّاد (ع) قد اطمأنَّ إلي أنّه إذا غاب عـن الانـظـار فـإنـّه لايُفتقد في الفترة التي ينشغل فيها بدفن أبيه وأنصاره صلوات اللّه عليهم أجمعين..

وعليه فالمرجّح أنّه (ع) ـ في ضوء هذا التحليل ـ كان قد خرج إلي كربلاء بالامر المعجز إمـّا ليله الثالث عشر أو في نفس اليوم الثالث عشر، مبادراً إلي دفن الشهداء (ع) في أقرب وقت ممكن.

لكـنّ ظـاهـر بـعـض الاثـار يدلُّ علي أنّ عمليه دفن الاجساد المقدّسه حصلت في اليوم الثالث عـشـر مـن المـحـرّم لافـي ليـلتـه، كـمـا فـي كـتـاب أسـرار الشـهـادة حـيـث يقول: ((وكان إلي جنب العلقميّ حيّ من بني أسد، فمشت نساء ذلك الحيّ إلي المعركه فرأين جثث أولاد الرسـول، وأفـلاذ حـشـاشـه الزهـراء البـتـول، وأولاد عـليّ أمـيـرالمـؤمـنـيـن (ع) فـحـل الفـحـول، وجـثـث أولادهـم فـي تـلك الاصـحـار وهاتيك القفار، تشخب الدماء من جراحاتهم كأنّهم قُتلوا في تلك الساعه! فتداخل النساء من ذلك المقام العجب! فابتدرن إلي حيِّهنَّ، وقلن لازواجـهـنّ مـا شـاهـدنـه، ثـمّ قـلن لهـم: بـمـاذا


تـعـتـذرون مـن رسول اللّه (ص) وأميرالمؤمنين (ع) وفاطمه الزهراء إذا أُوردتم عليهم حيث إنكم لم تنصروا أولاده ولادافعتم عنهم بضربه سيف ولابطعنه رمح ولابحذفه سهم!؟

فقالوا لهنّ: إنّا نخاف من بني أُميّه!

وقـد لحقتهم الذلّه وشملتهم الندامه من حيث لاتنفعهم، وبقيت النسوة يجلن حولهم ويقلن لهم: إن فاتتكم نصرة تلك العصابه النبويّه، والذبّ عن هاتيك الشنشنه العليّه العلويّه، فقوموا الان إلي أجسادهم الزكيّه فواروها، فإنّ اللعين ابن سعد قد واري أجساد من أ راد مواراته من قومه، فبادروا إلي مواراة أجساد آل رسول اللّه، وارفعوا عنكم بذلك العار! فماذا تقولون إذ قالت العـرب لكـم، إنـّكـم لم تـنـصروا ابن بنت نبيّكم مع قربه وحلوله بناديكم!؟ فقوموا واغسلوا بعض الدرن عنكم!

قالوا: نفعل ذلك.

فأتوا إلي المعركه، وصارت همّتهم أوّلاً أن يواروا جثّه الحسين (ع) ثم الباقين، فجعلوا يـنـظـرون الجثث في المعركه، فلم يعرفوا جثّه الحسين (ع) من بين تلك الجثث لانها بلارؤوس وقـد غـيـّرتـهـا الشـمـوس، فـبـيـنـاهـم كـذلك وإذا بـفـارس ‍ أقبل إليهم حتّي إذا قاربهم قال: أنّي بكم؟

قالوا: إنّا أتينا لنواري جثّه الحسين (ع) وجثث ولده وأنصاره، ولم نعرف جثه الحسين (ع)!

فـلمـّا سـمـع ذلك حنَّ وأنَّ وجعل ينادي: وا أبتاه! وا أباعبداللّه! ليتك حاضر وتراني أسيراً ذليلاً!

ثمّ قال لهم: أنا أرشدكم.


فـنـزل عـن جـواده، وجعل يتخطّي القتلي، فوقع نظره علي جسد الحسين (ع) فاحتضنه وهو يبكي ويـقول: يا أبتاه! بقتلك قرّت عيون الشامتين! يا أبتاه! بقتلك فرحت بنو أميّه! يا أبتاه! بعدك طال حزننا! يا أبتاه! بعدك طال كربنا!

قـال ثمّ إنّه مشي قريباً من محلّ جثّته فأهال يسيراً من التراب، فبان قبر محفور ولحد مشقوق! فأنزل الجثه الشريفه وواراها في ذلك المرقد الشريف كما هو الان.

قـال ثـمّ إنـّه (ع) جـعـل يقول: هذا فلان، وهذا فلان.

هـذا والاسـديـّون يـوارونـهـم، فـلمـّا فرغ مشي إلي جثّه العبّاس بن أميرالمؤمنين (ع) فانحني عـليـهـا وجـعـل يـنـتـحـب ويـقـول: يا عمّاه! ليتك تنظر حال الحرم والبنات وهنَّ ينادين: واعطشاه! واغربتاه!

ثمّ أمر بحفر لحده وواراه هنا، ثمّ عطف علي جثث الانصار وحفر حفيرة واحدة وواراهم فيها، إلاّ حبيب بن مظاهر حيث أبي بعض بني عمّه ذلك، ودفنه ناحيه عن الشهداء.

قال فلمّاء فرغ الاسديون من مواراتهم قال لهم: هلمّوا لِنُوَارِ جثّه الحرّ الرياحي.

قـال فـتـمـشـي وهـم خـلفـه حـتـي وقـف عـليـه فـقـال: أمـّا أنـت فـقـد قـبـل اللّه تـوبـتـك وزاد فـي سـعـادتـك بـبـذلك نـفـسـك أمـام ابـن رسول اللّه (ص).

قـال وأ راد الاسـديـّون حـمـله إلي مـحـلّ الشـهـداء فـقـال: لا، بل في مكانه واروه.

قـال فـلمـّا فـرغوا من مواراته ركب ذلك الفارس جواده، فتعلّق به الاسديّون، فقالوا بحقّ من واريته بيدك! من أنت؟

فـقـال: أنـا حـجّه اللّه عليكم، أنا عليّ بن الحسين (ع)، جئت لاواري جثّه أ بي ومن معه من إخواني وأعمامي وأولاد عمومتي وأنصارهم الذين بذلوا مهجهم دونه، وأنا الان راجع الي سجن ابن زياد لعنه اللّه، وأمّا أنتم فهنيئاً لكم، لاتجزعوا إذ تُضاموا فينا!


فودّعهم وانصرف عنهم، وأمّا الاسديون فإنهم رجعوا مع نسائهم إلي حيّهم.)). [4] .

وقـال المـرحـوم السـيـّد المـقـرّم: ((وفـي اليـوم الثـالث عـشـر مـن المـحـرّم أقـبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد (ع) لانّ الامام لايلي أمره إلاّ إمام مثله... [5] ولمـّا أقـبـل السـجـّاد (ع) وجـد بـنـي أسـد مجتمعين عند القتلي متحيّرين لايدرون ما يصنعون، ولم يـهـتـدوا إلي مـعـرفتهم... فأخبرهم (ع) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، وأوقفهم علي أسمائهم، كما عرّفهم بالهاشميين من الاصحاب... ثمّ مشي الامام زين العابدين إلي جسد أبيه واعتنقه وبكي بكاءً عالياً، وأتي إلي موضع القبر، ورفع قليلاً من التراب فبان قبر مـحـفـور وضـريـح مـشـقـوق! فـبـسـط كـفـّيـه تـحـت ظـهـره


وقـال: بـسم اللّه، وفي سبيل اللّه، وعلي ملّه رسول اللّه، صدق اللّه ورسوله، ما شاء اللّه، لاحول ولاقوّة إلاّ باللّه العظيم.

وأنـزله وحـده، لم يشاركه بنو أسد فيه، وقال لهم: إنَّ معي من يعينني،. ولمّا أقرّه في لحده وضـع خـدّه عـلي مـنحره الشريف قائلاً: طوبي لارض تضمّنت جسدك الطاهر، فإنّ الدنيا بعدك مـظـلمـه، والاخـرة بـنـورك مـشـرقـه، أمـّا الليـل فـمـُسـهَّد! والحـزن سـرمد! أو يختار اللّه لاهـل بـيـتـك دارك التـي أنـت بـهـا مـقـيـم! وعـليـك مـنـّي السـلام يـا ابـن رسول اللّه ورحمه اللّه وبركاته.

وكتب علي القبر: هذا قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً.

ثـمّ مـشـي إلي عـمـّه العـبّاس (ع)، فرآه بتلك الحاله التي أدهشت الملائكه بين أطباق السماء! وأبـكـت الحور في غرف الجنان! ووقع عليه يلثم نحره المقدّس قائلاً: علي الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، وعليك مني السلام من شهيد محتسب ورحمه اللّه وبركاته.

وشـقّ له ضـريـحـاً، وأنـزله وحـده كـمـا فـعـل بـأبـيـه الشـهـيـد، وقال لبني أ سد: إنّ معي من يُعينني!

نـعـم، تـرك مـسـاغـاً لبـنـي أ سد بمشاركته في مواراة الشهداء، وعيّن لهم موضعين، وأمرهم أن يحفروا حفرتين، ووضع في الاولي بني هاشم، وفي الثانيه الاصحاب.

وأمـّا الحـرّ الريـاحـي فـأبـعـدتـه عـشـيـرتـه إلي حـيـث مـرقـده الان، وقيل: إنَّ أمّه كانت حاضرة، فلمّا رأت ما يُصنع بالاجساد حملت الحرّ إلي هذه المكان.

وكـان أقـرب الشـهـداء إلي الحـسـيـن ولده ((الاكـبـر)) (ع)، وفـي ذلك يـقـول الامـام


الصـادق لحـمـّاد البـصـري: [6] قـُتل أبوعبداللّه غريباً بأرض غربه، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلي قبره إبنه عند رجليه..)). [7] .


پاورقي

[1] ذکـر ذلک الخـوارزمـي فـي المـقـتـل: 2:44 / وهـناک روايات مستفيضه ومشاهدات رواها لنا التأريخ تؤکّد أنّ الامام (ع) وأصحابه صلوات اللّه عليهم أجمعين دُفنوا علي هيئتهم التي اسـتـشـهـدوا عـليـهـا بـلاتـکـفـيـن ولاغـسـل، ومـن هـذه المـشـاهـدات عـلي سـبـيـل المـثـال مـا رواه الشـيـخ الطـوسـي (ره) في الامالي: 326 رقم 653/100، بسنده إلي إبـراهـيـم الديـزج الذي بـعـثـه المـتـوکـّل لنـبـش قـبـر الحـسـيـن (ع)، قـال: ((.. أتـيـتُ فـي خاصّه غلماني فقط، وإنّي نبشتُ فوجدتُ باريه جديدة وعليها بدن الحسين بن عليّ، ووجدت منه رائحه المسک، فترکتُ الباريه علي حالتها، وبدن الحسين علي الباريه، وأمـرتُ بـطـرح التـراب عليه، واطلقت عليه الماء، وأمرتُ بالبقر لتمخره وتحرثه، فلم تـطـاءه البـقـر! وکـانـت إذا جـاءت إلي الموضع رجعت عنه! فحلفتُ لغلماني باللّه وبالايمان المغلّظه لئن ذکر أحدٌ هذا لاقتلنّه.)).

[2] راجـع مـثـلاً: الکـافـي: 1 :384 ـ 385 باب أنّ الامام لايغسّله إلاّ إمام من الائمه (ع)، وراجـع: عـلل الشـرائع: 1:184 بـاب 148: العـلّه التـي مـن أجـلهـا غـسـّل فـاطـمةَ أميرُ المؤمنين لمّا توفيت، وراجع: عيون أخبار الرضا(ع): 2 :245 ـ 250 باب 64 حديث رقم 1.

[3] إثبات الوصيّه: 175.

[4] أسرار الشهادة: 452.

[5] راجـع: إثـبات الوصيّه للمسعودي: 173، وکتاب زين العابدين (ع) للسيّد المقرّم: 402، ويـحـسـن هـنـا أن نـنـقـل مـا قـاله السـيـّد المـقـرّم (ره) فـي المـقتل: 319: ((لم تکشف الاحاديث هذا السرّ المصون، ولعلّ النکته فيه أنّ جثمان المعصوم عند سـيـره إلي المـبداء الاعلي بانتهاء أمد الفيض الالهي يختصّ بآثار منها: أن لايقرب منه من لم يکن من أهل هذه المرتبه، إذ هو مقام قاب قوسين أو أدني، ذلک المقام الذي تقهقر عنه الروح الامين! وعام النبيّ(ص) وحده في سبحات الملکوت! وليست هذه الدعوي في الائمّه بغريبه بعد أن تـکـوّنـوا مـن الحـقـيـقـه المـحـمـّديـه وشارکوا جدّهم في المآثر کلّها إلاّ النبوّة والازواج ـ کما في المـحـتـضـر للحـسـن بـن سـليـمـان الحـلي: ص 22 / طـبـع النـجـف ـ وهـذه أسـرار لاتـصل إليها أفکار البشر، ولاسبيل لنا إلي الانکار بمجرّد بعدنا عن إدراکها مالم تبلغ حدَّ الاسـتـحـاله، وقـد نـطـقـت الاثـار الصـحـيحه بأنّ للائمّه أحوالاً غريبه ليس لسائر الخلق الشـرکـه مـعـهـم، کـإحـيـائهـم الامـوات بـالاجـساد الاصليّه، ورؤيه بعضهم بعضاً، وصعود أجـسـادهـم إلي السـمـاء، وسـمـاعهم سلام الزائرين لهم، وقد صادق علي ذلک شيخنا المفيد في المـقـالات: ص 84 / طـبـعـه طـهـران، والکـراجـکـي فـي کـنـز الفـوائد، والمـجـلسـي فـي مـرآة العقول: ج 1 / ص 373، وکاشف الغطاء في منهج الرشاد: ص 51، والنوري في دار السلام: ج 1 / ص 289)).

[6] راجع: کامل الزيارات: 325.

[7] مقتل الحسين (ع) / للمقرّم: 319 ـ 321.