بازگشت

دفن الامام و بقية الشهداء


يـروي الطبري أنَّ الامام الحسين (ع) وبقيّه الشهداء (ع) دفنوا بعد مقتلهم بيوم، أي في اليوم الحـادي عـشـر، وأنّ أهـل الغـاضريّه من بني أ سد قاموا بدفنهم، حيث يروي عن أبي مخنف قائلاً: ((ودفن الحسين وأصحابه أهل الغاضريّه من بني أ سد بعدما قُتلوا بيوم..)). [1] .

وذهـب إلي ذلك البـلاذري أيـضـاً حـيـث يـقـول: ((ودفـن أهـل الغـاضـريـّه من بني أ سد جثّه الحسين، ودفنوا جثث أصحابه رحمهم اللّه بعدما قُتلوا بيوم..)). [2] .


أمـّا الخـوارزمـي فـيقول: ((وأقام عمر بن سعد يومه ذلك إلي الغد، فجمع قتلاه فصلّي عليهم ودفنهم، وترك الحسين وأهل بيته وأ صحابه! فلمّا ارتحلوا إلي الكوفه وتركوهم علي تلك الحـاله عـمـد أهـل الغـاضـريـه من بني أسد فكفّنوا أصحاب الحسين، وصلّوا عليهم، ودفنوهم..)). [3] .

هـذا قـولُ جـلّ مـؤرّخـي أهـل السـنـّه... ولعـلّ المـنـبـع الاوّل الذي أخـذوا عـنـه هـذا القول، هو نفس المنبع الذي أخذ عنه الطبري، وهو أ بومخنف.

ويـوافـقـهـم فـي هـذا الرأي أبـرز مـؤرّخـي الشـيـعـه! كـالمـسـعـودي أ يـضـاً حـيـث يـقـول: ((ودفـن أهـل الغـاضريّه ـ وهم قوم من بني غاضر من بني أسد ـ الحسين وأصحابه بعد قـتـلهـم بـيـوم.)). [4] والشـيـخ المـفـيـد (ره) حـيـث يـقـول: ((ولمـّا رحـل ابـن سـعـد خـرج قـوم مـن بـني أسد كانوا نزولاً بالغاضريه إلي الحسين وأصحابه رحمه اللّه عليهم، فصلّوا عليهم، ودفنوا الحسين (ع) حيث قبره الان، ودفنوا إبنه عـليَّ بـن الحـسـيـن الاصـغـر [5] عـنـد رجـليـه، وحـفـروا للشـهـداء مـن أهـل بـيـته وأصحابه الذين صُرّعوا حوله ممّا يلي رجلي الحسين (ع)، وجمعوهم فدفنوهم جميعاً مـعـاً، ودفـنـوا العـبـّاس بـن عـليّ (ع) فـي مـوضـعـه الذي قُتل فيه علي طريق الغاضريّه حيث قبره الان.)). [6] .

وذهـب إلي ذلك السـيـد ابـن طـاووس (ره) أيـضـاً حـيـث يقول: ((ولمّا انفصل عمر ابن سعد لعنه اللّه عن كربلا، خرج قوم من بني أسد فصلّوا علي تلك الجثث


الطواهر المرمَّله بالدماء، ودفنوها علي ماهي الان عليه.)). [7] .

ومـن هـؤلاء أيـضـاً ابـن شـهـرآشـوب (ره) حـيـث قـال: ((ودفـن جـثـثـهـم بـالطـفـّ أهـل الغـاضـريـّه من بني أسد بعدما قُتلوا بيوم، وكانوا يجدون لاكثرهم قبوراً! ويرون طيوراً بيضاً!..)). [8] .

إنّ المستفاد من جميع هذه النصوص أنّ دفن الامام الحسين (ع) والمستشهدين بين يديه (ع) كان قد تـمّ فـي نـفـس ‍ اليـوم الذي ارتحل فيه ابن سعد عن كربلاء، وهو اليوم الحادي عشر، وكان ذلك عـصـراً لانّ ابـن سـعـد قـد ارتـحـل عـن كـربـلاء فـيـه بـعـد الزوال.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري: 3:335.

[2] أنساب الاشراف: 3:411.

[3] مقتل الحسين (ع) للخوارزمي: 2:44.

[4] مروج الذهب: 3:72.

[5] ذلک لان الشـيـخ المـفـيـد(ره) يذهب إلي أنّ سيّدنا الامام السجّاد هو عليّ الاکبر؛ وقد أثـبـتـنـا فـي المـجـلد الرابـع أنّ عـليّ بـن الحـسـيـن (ع) المقتول بالطفّ هو الاکبر فراجع.

[6] الارشاد: 2:114.

[7] اللهوف: 125.

[8] مناقب آل أبي طالب (ع): 4:112.