بازگشت

الركب الحسيني في محبس ابن زياد


روي الشـيخ الصدوق (ره) بسند إلي حاجب عبيداللّه بن زياد أنّ ابن زياد: ((لمّا جييء برأس الحـسـيـن (ع) أمـر فـوضـع بـيـن يـديـه فـي طـسـت مـن ذهـب، وجعل يضرب بقضيب في يده علي ثناياه ويقول: لقد أ سرع الشيب إليك يا أبا عبداللّه!

فـقـال رجل من القوم: فإني رأيت رسول اللّه يلثم حيث تضع قضيبك!

فقال: يوم بيوم بدر!!

ثـمّ أمـر بـعـليّ بـن الحسين (ع) فَغُلَّ وحمل مع النسوة والسبايا إلي السجن، وكنتُ معهم، فما مررنا بزقاق إلاّ وجدناه ملاءً رجالاً ونساءً، يضربون وجوههم ويبكون، فحُبسوا في سجن وطُبق عليهم!


ثـمَّ إنّ ابـن زيـاد لعنه اللّه دعا بعليّ بن الحسين والنسوة، وأحضر رأس الحسين (ع)، وكانت زينب ابنه عليّ (س) فيهم، فقال ابن زياد: الحمدُ للّه الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحاديثكم! فقالت زينب (س):

الحـمـدُ للّه الذي أكـرمـنـا بـمحمّدٍ وطهّرنا تطهيرا... يا ابن زياد حسبك ما ارتكبت منّا فلقد قتلت رجـالنـا وقـطـعـت أصـلنا وأ بحت حريمنا وسبيت نساءنا وذرارينا، فإن كان ذلك للاشتفاء فقد اشتفيت!

فـأمـر ابـن زيـاد بـردّهـم إلي السـجـن، وبـعـث البـشـائر الي النـواحـي بقتل الحسين...)). [1] .

وذهـب ابـن سـعـد فـي طـبـقـاتـه إلي أنّ عـبـيـداللّه بـن زيـاد أمر بحبس من قدم به عليه من بقيّه أهل الحسين معه في القصر. [2] .

وقـال السيد ابن طاووس (ره): ((ثمّ أمر ابن زياد بعليّ بن الحسين (ع) وأهله فحُملوا إلي دار جـنـب المـسـجد الاعظم، فقالت زينب بنت عليّ (ع): لايدخلنّ علينا عربيه إلاّ أمّ ولد أو مملوكه، فإنهنّ سُبين كما سُبينا..)). [3] .

وروي الطـبـري قـائلاً: ((فـبـيـنا القوم محتبسون إذ وقع حجر في السجن معه كتاب مربوط، وفي الكـتـاب: خـرج البريد بأمركم في يوم كذا وكذا إلي يزيد بن


معاويه، وهو سائر كذا وكذا يـومـاً، وراجـع فـي كـذا وكـذا، فـإنْ سـمـعـتـم التـكـبـيـر فـأيـقـنـوا بالقتل! وإن لم تسمعوا تكبيراً فهو الامان إنْ شاء اللّه.

قـال فـلمـّا كـان قـبـل قـدوم البـريد بيومين أو ثلاثه إذا حجرٌ قد أُلقي في السجن ومعه كتاب مـربـوط ومـوسـي وفـي الكـتـاب: أوصـوا واعـهـدوا فإنّما ينتظر البريد يوم كذا وكذا، فجاء البريد ولم يُسمع التكبير، وجاء كتابٌ بأنْ سرِّح الاساري إليَّ)). [4] .


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 140 المجلس 31 حديث رقم 3.

[2] تـرجـمـه الامـام الحـسـيـن (ع) / القـسم غير المطبوع من کتاب الطبقات الکبير لابن سعد / تحقيق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي: 81.

[3] اللهـوف: 202 / وقـال المـرحـوم السـيـّد المـقـرّم فـي کـتـابـه مـقـتـل الحـسـيـن (ع): 326: ((ولمـّا وضـح لابـن زيـاد ولوله النـاس ولغـط أهـل المـجـلس خـصـوصـاً لمـّا تـکلّمت معه زينب العقيله خاف هياج الناس فأمر الشرطه بحبس الاساري في دار إلي جنب المسجد الاعظم)).

[4] تاريخ الطبري: 3:339، وانظر الکامل في التاريخ: 3:298.