بازگشت

العرفان و الفداء في ذروته عند مولاتنا زينب


وقـد تـجـلي ذلك فـي ردّهـا عـلي ابـن زيـاد قـائله: ((مـا رأيـت إلاّ جـمـيـلاً!))، ولم


تـقـل (س): ((مـا رأيـت فـي كـربـلاء إلاّ جـمـيـلاً!)) بـل صـرّحـت بـإطـلاق رؤيـه الجـميل! أي أنّها (س) منذ أن رأت لم ترَ مِنَ اللّه إلاّ جميلاً!! في كربلاء وقبلها وبعدها! وفي هذا غايه المعرفه والعرفان، وغايه الرضا بقضاء اللّه والاطمئنان بقدره، وغايه الرضا عن اللّه تـبـارك وتـعـالي، وغـايـه الشـكـر له، ولايـكـون ذلك إلاّ من الحبّ للّه سبحانه في أعلي مراتبه.

وأمـّا فـداؤهـا وتـضـحـيـتـهـا صلوات اللّه عليها فقد تجسّد في مواصلتها إلقاء نفسها في فم المـوت والقـتـل مـراراً دفـاعـاً عـن حـجـّه اللّه عـلي عـباده وإمام زمانه مولانا زين العابدين (ع)، وإصـرارهـا عـلي أن تـقـتـل قـبـله ومـعـه! ولقـد تـجـسـّد ذلك فـي مـثـل قـولها (س): ((واللّه لاافارقه، فإن قتلته فاقتلني معه!)) حتّي لقد تأثّر اللعين ابن زيـاد مـن تـضـحـيـتـهـا وفـدائهـا ظـنـّاً مـنـه أنّ ذلك مـن عـاطـفـه الرحـم فـقـط! حـتـّي قال: ((عجباً للرحم! واللّه إنّي لاظنّها ودّت أنّي قتلتها معه!)).