بازگشت

الامام السجاد في مواجهة ابن زياد


قـال الشـيـخ المـفـيـد (ره): ((وعـُرضَ عـليـه عـليّ بـن الحـسـيـن (ع)، فقال له: من أنت؟

فقال: أنا عليُّ بن الحسين.

فقال: أ ليس قد قتل اللّه عليَّ بن الحسين!؟

فقال له عليّ (ع): قد كان لي أخٌ يُسمّي عليّاً قتله الناس.

فقال له ابن زياد: بل اللّهُ قتله.

فقال عليّ بن الحسين (ع): (اللّه يتوفي الانفس حين موتها). [1] .

فـغـضـب ابـن زيـاد وقـال: وبكَ جرأة لجوابي!؟ وفيك بقيّه للردّ عليَّ!؟ إذهبوا به فاضربوا عنقه!

فتعلّقت به زينب عمّته وقالت: يا ابن زياد حسبك من دمائنا!

واعتنقته وقالت: واللّه لاأفارقه، فإنْ قتلته فاقتلني معه!

فـنـظـر ابـن زيـاد إليـها وإليه ساعه، ثمّ قال: عجباً للرحم! واللّه إنّي لاظنّها ودّت أنّي قتلتها معه! دعوه فإنّي أ راه لِما به!)). [2] .


وفـي روايـه ابـن أعـثـم الكـوفـي: ((فـالتـفـت ابـن زيـاد إلي عـليّ بـن الحسين رضي اللّه عنه وقال: أَوَلَم يُقتل عليُّ بن الحسين؟

قال: ذاك أخي، وكان أكبر منّي، فقتلتموه، وإنَّ له مطلاً [3] منكم يوم القيامه!

فقال ابن زياد: ولكنّ اللّه قتله!

فـقـال عـليّ بـن الحـسـيـن رضـي اللّه عـنـه: (اللّه يـتـوفـي الانـفـس حـيـن مـوتـها) [4] ، وقال تعالي (وما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن اللّه). [5] .

فـقـال ابـن زيـاد لبـعـض جـلسـائه: ويـحـك! خـذه إليـك فـأظـنـه قـد أدرك الحـلم؟ قـال: فـأخـذه مـري بـن مـعـاذ الاحـمـري، فـنحّاه ناحيه ثمّ كشف عنه فإذا هو أنبت، فردّه إلي عبيداللّه بن زياد وقال: نعم، أصلح اللّه الامير، قد أدرك. [6] .

فقال: خذه إليك الان فاضرب عنقه!

قـال فـتـعلّقت به عمّته زينب بنت عليّ وقالت له: يا ابن زياد! إنك لم تبق منّا أحداً، فإن كنتَ عزمت علي قتله فاقتلني معه!

فقال عليّ بن الحسين لعمّته: أُسكتي حتّي أكلّمه.


ثـمّ أقـبـل عـليُّ رضـي اللّه عـنـه عـلي ابـن زيـاد فـقـال: أبالقتل تهدّدني!؟ أما علمتَ أنّ القتل لنا عادة، وكرامتنا الشهادة!

قال فسكت ابن زياد، ثمّ قال: أخرجوهم عنّي!

وأنزلهم في دار إلي جانب المسجد الاعظم..)). [7] .


پاورقي

[1] سورة الزمر، الايه 42.

[2] الارشـاد: 2:117 وفـي تـاريـخ الطـبـري: 3:337 أنّ زيـنـب (س) قـالت لابن زياد: ((أسـألک بـالله إن کـنـت مـؤمـنـاً إن قـتـلتـه لمـا قـتـلتـنـي مـعـه! قال وناداه عليُّ فقال: يا ابن زياد! إن کانت بينک وبينهنّ قرابه فابعث معهن رجلاً تقيّاً يصحبهن بصحبه الاسلام.))، وانظر: إعلام الوري:2:472.

[3] أيّ أنّ له حـقـّاً ودَيـنـاً عـنـدکـم يـطـالبـکـم بـه يـوم القـيـامـه! راجـع مـعـنـي المطل في (لسان العرب: 11: 624 ـ 325).

[4] سورة الزمر، الايه 42.

[5] سورة يونس، الايه 100.

[6] دعـوي أنّ ابـن زيـاد فـتَّش الامـام (ع) لمـعـرفـه هـل بـلغ الحـلم أم لا؟! لاتـصحّ لان الامام (ع) يومذاک کان عمره ثلاثاً وعشرين سنه علي روايه الزبـيـر بـن بـکـّار، أو ثـمـانـي وعـشـريـن سـنـه عـلي روايـه الواقـدي، ((وأمـّا قـول أبـي مـخـنـف لوط بـن يـحـيـي، وهـشـام الکـلبـي أنـّه کـان صـغـيـراً فـفـتـّشـه ابـن زيـاد وقـال انظروا هل أدرک ليقتله، فلايصحّ ذلک، بل هذه القصّه کانت مع عمر بن الحسن (ع) فإنّه کان من جمله الاساري)). (راجع: سرّ السلسله العلويه / لابي نصر البخاري: 31).

[7] الفتوح: 5:142.