بازگشت

العقيله زينب في مواجهة ابن زياد


((وسـيقتْ العقائل الهاشميّات إلي قصر الامارة في موكب تعسٍ لم تشهد الدنيا له مثيلاً من قبلُ ولامن بعد!

بـنـاتُ النـبـيّ سـبايا قد حُملن علي أقتاب الجمال بغير وطاء! ممزّقات الجيوب حواسر الوجوه! حافيات الاقدام! يتقدّمهنّ حمله الرؤوس علي أسنه الرماح!)). [1] .

ويقول الشيخ المفيد (ره): ((وأُدخل عـيـال الحـسـيـن (ع) عـلي ابـن زيـاد، فـدخـلت زيـنـب أخـتُ الحـسـيـن فـي جـمـلتـهـم مـتـنكّرة وعليها أرذل ثـيـابـهـا، فـمـضـت حـتـّي جـلسـت نـاحـيـه مـن القـصـر وحـفـّت بـهـا إمـاؤهـا، فـقـال ابـن زيـاد: مـن هـذه التـي انـحـازت نـاحـيـه ومعها نساؤها؟ فلم تجبه زينب، فأعاد ثانيه وثالثه يسأل عنها!

فـقـال له بـعـض إمـائهـا: هـذه زيـنـب بـنـت فـاطـمـه بـنـت رسول اللّه.

فأقبل عليها ابن زياد وقال لها: الحمدُ للّه الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أُحدوثتكم!

فـقـالت زيـنـب: الحـمـد للّه الذي أكـرمـنـا بـنـبـيـّه محمّد (ص) وطهّرنا من الرجس تطهيراً،


وإنّما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمدُ للّه.

فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل اللّه بأهل بيتك؟

قالت:كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلي مضاجعهم، وسيجمع اللّه بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتختصمون عنده!

فغضب ابن زياد واستشاط.

فقال عمرو بن حُريث: [2] أيها الامير! إنّها امرأة، والمرأة لاتؤخذ بشيء من منطقها، ولاتُذمّ علي خطابها.

فـقـال لهـا ابـن زيـاد: لقـد شـفـي اللّه نـفـسـي مـن طـاغـيـتـك والعـصـاة مـن أهل بيتك!!)). [3] .

وفـي عـبـارة الطـبـري: ((فـقـال لهـا ابـن زياد: قد أشفي اللّه نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك!

قال فبكت، ثمّ قالت: لعمري لقد قتلتَ كهلي، وأ برت أهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت!

فقال لها عبيداللّه: هذه سجّاعه! قد لعمري كان أبوك شاعراً سجّاعاً!

قـالت: مـا للمـرأة والسـجـاعـه!؟ إن لي عـن السـجـاعـه لشـُغـلاً، ولكـنّ نـفـثـي مـا أقول.)). [4] .

وفـي روايـه ابـن أعـثـم الكـوفـي والسـيـّد ابـن طـاووس أنّ ابـن زيـاد لمـّا سـأل زيـنـب (س) قـائلاً: كـيـف رأيـتِ صـنـع اللّه بـأخـيـك وأهل بيتك؟


قـالت: ((مـارأيـتُ إلاّ جـمـيـلاً! هـؤلاء القـوم كـتـب اللّه عـليـهـم القـتل فبرزوا إلي مضاجعهم، وسيجمع اللّه بينك وبينهم يا ابن زياد، فتحاجّون وتخاصمون، فانظر لمن الفلج يومئذٍ ثكلتك أ مّك يا ابن مرجانه!)). [5] .


پاورقي

[1] موسوعه آل النبيّ عليه الصلاة والسلام / الدکتورة بنت الشاطي: 819.

[2] عـمـرو بـن حـريـث: لقـد مـرّت بـنـا تـرجـمـه مـوجـزة لهـذا المـنـافـق ذي المـيـل والهوي الاموي في الجزء الرابع من هذه الموسوعه: (الامام الحسين (ع) في کربلاء: 94 ـ 95) فراجع.

[3] الارشـاد: 2:115 وانـظـر: أمـالي الصـدوق: 140 المجلس 31 حديث رقم 3 وروضه الواعظين: 190 والحدائق الورديه: 124 وإعلام الوري: 247.

[4] تـاريـخ الطـبري: 3:337 وانظر: الکامل في التأريخ: 3:297 وجواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب: 2:292.

[5] الفـتـوح: 5:142 وانـظـر: اللهـوف: 201 وتـهـذيـب الکمال: 6:429 وسير أعلام النبلاء: 3:309.