بازگشت

ابن زياد يضرب ثنايا الرأس المقدس بالقضيب


قـال الشـيـخ المـفـيـد (ره): ((جـلس ابن زياد للناس في قصر الامارة، وأذن للناس أذناً عامّاً، وأمـر بـإحـضـار الرأس فـوضـع بـيـن يـديـه، [1] فجعل ينظر إليه ويتبسّم! وفي


يده قضيب يضرب به ثناياه! وكان إلي جانبه زيد بن أرقم صـاحـب رسـول اللّه (ص) ـ وهـو شـيـخ كـبـيـر ـ فـلمـّا رآه يـضـرب بـالقـضـيـب ثـنـايـاه قـال له: إرفـع قـضـيـبـك عـن هـاتـيـن الشـفـتـيـن! فـواللّه الذي لاإله غـيـره لقـد رأيـت شـفتي رسول اللّه (ص) عليهما مالاأحصيه كثرة تقبّلهما.

ثـمّ انـتـحب باكياً، فقال له ابن زياد: أبكي اللّه عينيك! أتبكي لفتح اللّه!؟ واللّه لولاأنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك!

فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار إلي منزله)). [2] .

وفـي نـصّ مـايـنـقـله سـبـط ابـن الجـوزي، عـن ابـن أبـي الدنـيـا: ((فـنـهـض زيـدٌ وهـو يـقـول: أيّها الناس أنتم العبيد بعد اليوم! قتلتم ابن فاطمه وأمّرتم ابن مرجانه!؟ واللّه


ليقتلنّ أخياركم! وليستعبدن شراركم! فبُعداً لمن رضي بالذلّ والعار!

ثـمّ قـال: يـا ابـن زيـاد لاحـدّثـنـّك حـديـثـاً أغـلظ مـن هـذا! رأيـت رسـول اللّه (ص) أ قـعـد حـسـناً علي فخذه اليمني، وحسيناً علي فخذه اليسري، ثمّ وضع يده عـلي يـافـوخـيهما، ثمّ قال: أللّهم إنّي أستودعك إيّاهما وصالح المؤمنين. فكيف كانت وديعه رسول اللّه (ص) عندك يا ابن زياد!؟)). [3] .


پاورقي

[1] يـُنـقـل أنـّه ((حـمـل اللئيـم الرأس الطـاهـر عـلي يـديـه، وجـعل ينظر إليه فارتعدت يداه، فوضع الرأس علي فخذه، فقطرت قطرة من الدم من نحره الشـريـف عـلي ثـوبـه، فـخـرقـه حتي إذا وصل الي فخذه: فخرّجه وصار جرحاًمُنکراً، فکلّما عـالجـه لم يـتـعـالج! حـتـّي ازداد نـتـنـاً وعـفـونـه! ولم يزل يحمل معه المسک لاخفاء تلک العفونه حتّي هلک!)) (راجع: معالي السبطين: 2:65).

[2] الارشـاد: 2:114 وانـظـر: تـاريـخ الطـبـري: 3:336 وفـيـه: قـال أبـومـخـنـف: حـدّثـنـي سـليـمـان بـن أبـي راشـد، عـن حـمـيـد بـن مـسـلم قـال: دعـانـي عـمر بن سعد فسرّحني إلي أهله لابشّرهم بفتح اللّه عليه وبعافيته!! فأقبلت حـتـي أتـيـت أهـله فـأعـلمـتـهـم ذلک، ثـمّ أقـبـلت حـتـّي أدخل فأجد ابن زياد قد جلس للناس، وأجدُ الوفد قد قدموا عليه، فأدخلهم وأذن للناس، فـدخـلت فـيـمـن دخـل، فـإذا رأس الحـسـين موضوع بين يديه، وإذا هو ينکت بقضيب بين ثنيتيه ساعه!

فـلمـّا رآه زيـد بـن أ رقـم لايـنـجـم عـن نـکـتـه بـالقـضـيـب قـال له: أُعـْلُ بـهـذا القـضيب عن هاتين الثنيتين... فلمّا خرج سمعتُ الناس يقولون: واللّه لقد قـال زيـدٌ بـن أرقـم قـولاً لو سـمـعـه ابـن زيـاد لقـتـله! قـال: فـقـلتُ مـا قـال؟ قـالوا: مـرَّ بـنـا وهـو يـقول: ملکَ عبدٌ عبداً فاتخذهم تُلداً! أنتم يا معشر العـرب العـبـيـد بـعـد اليـوم! قـتـلتـم ابـن فـاطـمـه وأمـرتـم ابـن مـرجـانـه!؟ فـهـو يـقـتـل خـيـارکـم ويـسـتـعـبـد شـرارکـم! فـرضـيـتـم بـالذُلّ!؟ فـبـعـداً لمـن رضـي بـالذل)). (وانـظـر: البـدايـه والنهايه: 8:192 ومآثر الانافه في معالم الخلافه: 1:119 وعبرات المصطفين: 2:200 والخطط المقريزيّه: 2:289).

[3] تذکرة الخواص: 231، وانظر: أُسد الغابه: 2:21 وتاريخ ابن عساکر / ترجمه الامـام الحـسـيـن (ع) / تـحـقـيـق المـحـمـودي: 381 ـ 383 رقـم 322 و 323، ومـقـتـل الحـسـين (ع) / للخوارزمي: 2:39، والمعجم الکبير / للطبراني: 5:234، ومجمع الزوائد: 9:194، وانـظـر: أمـالي الشـيـخ الطـوسي: 252: المجلس التاسع: رقم 449 / 41 و 450 / 42.