بازگشت

ما هو السر في تلاوته هذه الاية من سورة الكهف


لعـلَّ السـرَّ فـي تـلاوة الرأس المـقـدّس هـذه الايـه الشـريـفـه مـن سـورة الكـهف: (أم حسبت أنّ أصـحـاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) [1] هو أنَّ هناك مشتركات بين أصحاب الكـهـف (ع) وبـيـن الامـام الحـسين (ع) وأصحابه الذين استشهدوا بين يديه (ع)، ومع وجود هذه المشتركات جعل اللّه تبارك و تعالي آيه الحسين (ع) أعجب وأعجب؟!

وهـذا مـا تـؤكـّده نفس الايه الشريفه حيث تبداء باستفهام استنكاري مفاده أنّ في آيات اللّه ماهو أعـجـب مـن آيـه أصـحـاب الكـهـف (ع)، وهـذا المعني هو ما أراد أن يُلفت الانتباه إليه الرأس المقدّس بتكراره تلاوة هذه الايه الشريفه في مواضع كثيرة. [2] .


فـإذا كـان النـاس قـد أ يـقـنـوا بـحـقـانـيـّه دعـوة واعـتـقـاد أصـحـاب أهـل الكـهف بعد ثلاثمائه وتسع سنين، فإنّ نهضه الامام الحسين (ع) قد حفّت بها آيات اللّه الكاشفه عن حقّانيّتها منذ بدئها وحتي يومنا هذا، وماجري من آيات إلهيّه علي يد الامام الحسين (ع) فـي أعـدائه فـي أ يـّام حـيـاتـه وبـعـد اسـتـشـهـاده، وهـي كـثـيـرة جـدّاً دليـل عـلي ذلك أيضاً، بل إنّ نفس ‍ نطق الرأس المقدّس بعد قطعه وحتي دفنه هو آيه من أكبر الايـات المُفصِحةِ عن هذه الحقّانية وعن كونه (ع) فيما جري عليه أعجب وأعجب من آيه أصحاب الكهف!

وقـد يـحـسن هنا أيضاً الاشارة إلي أهمّ المشتركات بين الامام الحسين (ع) وأصحابه صلوات اللّه عليهم أجمعين وبين أصحاب الكهف (ع)، وهي:

1 ـ الفـتـوّة: ((إنـهـم فـتـيـه)): والفـتـي لايـنـحـصـر مـعـنـاه بـمـعـنـي الشـاب والحـدث، بـل مـعـنـاه الجـزل مـن الرجـال، النـاهـض ‍ بـأعـبـاء المـسـؤوليـه، المتحمّل لاعباء المعتقد، كما قال الشاعر:



إنّ الفتي حمّالُ كلِّ مُلمّه

ليس الفتي بمنعَّمِ الشبّانِ



2 ـ القـيـام للّه: إنّ قـيام أهل الكهف قرّره القرآن الكريم بقوله تعالي: (إذ قاموا فقالوا...)، وقيام شهداء الطف لايحتاج إلي دليل.

3 ـ الرجـعـه: ورد فـي الروايـات [3] أنّ لاهـل الكـهـف رجـعـه، وأنـهـم مـن أنـصـار الامـام المـهـديّ (ع) قـائد الفـصـل الاخـيـر مـن فـصـول نـهـضـه الامام الحسين (ع)، كما ورد في الروايات أنّ شهداء الطفّ يرجعون أيضاً.



پاورقي

[1] سورة الکهف، الايه 9.

[2] راجع الارشاد 2:117،الخرائج والجرائح 2:577 ح 1، البحار 45:188.

[3] راجع:الدّرالمنثور:4:215،معجم احاديث الامام المهدي:1:466.