بازگشت

الطواف برأس الامام في سكك الكوفة


قـال السـيـّد ابـن طـاووس (ره): ((ثـمَّ أمـر ابـن زيـاد بـرأس الحـسـين (ع) فطيف به في سكك الكـوفـه، ويـحـقّ لي أن أتـمـثـّل هـاهـنـا بـأبـيـات لبـعـض ذوي العقول يرثي بها قتيلاً من آل الرسول (ص) فقال:



رأس ابن بنت محمّدٍ ووصيّه

للناظرين علي قناةٍ يُرفعُ



والمسلمون بمنظرٍ وبمسمعٍ

لامنكرٌ منهم ولامتفجّعُ



كحلت بمنظرك العيون عمايةً

وأ صمَّ رزؤك كلَّ أُذن تسمعُ



أيقظت أجفاناً وكنت لها كري

وأنمت عيناً لم تكن بك تهجع



ما روضةٌ إلاّ تمنّت أنّها

لك حفرة ولخطّ قبرك مضجع)) [1] .




وقـال الشـيـخ المـفـيد (ره): ((ولمّا أصبح عبيداللّه بن زياد بعث برأس الحسين (ع) فدير به سـكـك الكـوفـه كـلّهـا وقـبـائلهـا، فـروي عـن زيـد بـن أرقـم أنـّه قـال: مـُرَّ بـه عـليَّ وهـو عـلي رمـح وأنـا فـي غـرفـه، فـلمـّا حـاذاني سمعته يقراء (أم حسبت أنّ أصـحـاب الكـهـف والرقـيـم كـانـوا من آياتنا عجبا). [2] فقفّ [3] واللّه شعري وناديت رأسك واللّه يا ابن رسول اللّه أعجبُ!!

ولمـّا فـرغ القـوم مـن التـطـوّف به بالكوفه ردّه إلي باب القصر، فدفعه ابن زياد إلي زجر بن قيس، ودفع إليه رؤوس ‍ أصحابه وسرّحه إلي يزيد بن معاويه.)). [4] .

وقال ابن شهرآشوب: وروي أبومخنف، عن الشعبي: أنّه صُلب رأس الحسين (ع) بالصيارف فـي الكـوفـه، فـتـنـحـنـح الرأس وقـراء سـورة الكـهـف إلي قوله: (إنّهم فتيه آمنوا بربّهم وزدناهم هدي) فلم يزدهم ذلك إلاّ ضلالاً!)). [5] .



پاورقي

[1] اللهـوف: 203 / ويـقـول جـرجي زيدان: ((أمّا ابن زياد فأمر برأس الحسين فداروا به في طرقات الکوفه علي رمح، ولم يبق أحدٌ إلاّ رآه!)) (تاريخ روايات الاسلام: 1:179)، ويـقـول عـبـّاس محمود العقّاد: ((فالمتواتر الموافق لسير الامور أنهم حملوا الرؤوس والنساء إلي الکـوفـه، فـأمـر ابـن زيـاد أن يـُطـاف بـهـا فـي أحـيـاء الکـوفـه ثـم تـُرسـل إلي يـزيـد.)). (کـتـاب أبـوالشـهـداء: 163)، وقـال الاسـفـرائيـنـي: ((ثمّ لمّا أن طافوا بالرأس جميع الکوفه سلّموه إلي عمر المخزومي، وأمـروه أن يـحـشـوه مسکاً وکافوراً، ففعل ذلک فما أن أتمَّ فعله حتّي بليت يده ووقعت بها الاکـله وتـهـرأت!)) (نـور العـيـن فـي مـشـهـد الحـسـيـن (ع): 51)، وتقول الدکتورة عائشه عبدالرحمن ـ بنت الشاطيء ـ: ((وطيف برأس بالحسين في أحياء الکوفه علي مرأي من السبايا الثواکل! أين الاشياع والانصار!؟ أين الالوف الاربعون الذين ألحّوا في دعوته ليتواصلوا معه في سبيل الحقّ!؟ فجاءهم ملبيّاً وترک مأمنه إلي جوار البيت العتيق! ألافليملئوا عيونهم من رأس سيّد الشهداء! وليروا نساءه وبناته سبايا! وليملئوا أسماعهم بـصـوت ابـنـتـه سـکـيـنـه إذ تـقـف فـي الرکب التعس حاسرة الوجه مهيضه الجناح!)) (موسوعه آل النبيّ علي الصلاة والسلام: 819).

[2] سورة الکهف: الايه 9.

[3] أي قام من الفزع. (راجع: الصحاح للجوهري: 4:1418).

[4] الارشـاد: 2:117 وانـظر: کشف الغمّه: 2:279، وتاريخ الطبري: 3:338، والبدايه والنهايه: 8:192، وإعلام الوري: 248.

[5] مـنـاقـب آل أبـي طـالب: 4:61 وعـنـه البـحار: 45:304 والعوالم: 17: 386 ومدينه المعاجز:4:115.