بازگشت

اشارة


إننا نتحفّظ علي هذه الروايه ـ في صدد اختطاف الامام (ع) أو تغييبه ـ من الناحيه التحقيقيه للاسباب التاليه:

1 ـ أنّ هذه الروايه فضلاً عن إرسالها كان ابن سعد قد تفرّد بها علي مايبدو، إذ لم يذكرها مؤرّخ آخـر مـن مـؤرّخـي أهـل السـنـّه، فـضـلاً عـن مـؤرّخـي الشـيـعـه الاوائل.

ومـا فـي كـتـاب المـنـتـظـم أو فـي كـتـاب مـرآة الزمـان لابـن الجـوزي هـو نـقـل عـن كـتـاب الطـبـقـات، وكـذلك مـا فـي كـتاب تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي هو أيضاً نقل عن كتاب الطبقات.


2 ـ كـان الامـام السجّاد (ع) زعيم قافله السبي والراعي لها، ولاشك أنّه كان موضع حراسه مشدّدة خـاصـه مـن قـبـل حـرس ابـن زيـاد، فـهـو لايـخـفـي عـن أعـيـنـهـم طـرفـه عـيـن لاهـمـيـتـه، فـلايُعقل أن يأتي رجل فيأخذه ويغيّبه عن الركب وعن الحرس وعن الناس بهذه السهوله!!

3 ـ ثـمّ إنّ الامام السجّاد (ع) لم يكن ليخفي طرفه عين عن نظر الهاشميّات في الركب الحسينيّ لانـه بـقـيّه السيف وبقيّه الامامه، ولانه حماهنّ الذي يلذن به، خصوصاً مولاتنا زينب (س) التي كـان أهـمّ مـايـهـمـّهـا هـو المـحـافـظـه عـلي الامـام (ع)، وقـد عـرّضـت نـفـسـهـا مـراراً للقـتـل دونـه مـحافظه عليه، فلو صحّ ما في هذه الروايه لكانت زينب (س) قد أقامت الدنيا وأ قعدتها، ولبان ذلك في كتب التأريخ كحدث مهم جدّاً من أحداث وقائع الاسر والسبيّ.

4 ـ تـُظـهـر هـذه الروايـه الامـام (ع) وكـأنـّه لايـهـمـّه إلاّ أمر نفسه! ولايهمّه ما تعانيه عمّاته وأخـواتـه وبـقـيـه سـبـايـا الركـب الحـسـيـنـيّ، إذ قـد أحـسّ بـالراحـه والاطـمـئنـان عـنـد هـذا الرجـل!! ـ كـمـا تـصـوّره الروايـه! ـ وهذا مما لايتلائم مع الغيرة الهاشميّه الحسينيه التي خير ما تتجسد إن تجسَّدت ففي عليّ بن الحسين (ع) نفسه.

5 ـ وتـُظـهـر هـذه الروايـه الامـام (ع) أيضاً وكأنّه ليس لايعلم ما يريده هذا الخاطف فقط ـ وهو الذي لايـخـفـي عـليـه علم ما يشاء علمه! ـ بل وكأنّه من البساطه والسذاجه ـ حاشاه! ـ بحيث قد اطـمـأنّ بـسـرعـه إلي هـذا الرجـل المـجهول وهو من أهل الكوفه الذين يصفهم الامام السجّاد (ع) نفسه بأنّهم أهل غدر وختل وخيانه.

6 ـ ظـاهـر الروايـه مـُشـعـرٌ بـأنّ الامـام (ع) بـقـي فـي منزل هذا الرجل نهاراً أو أكثر من نهار! وفي نقل ابن الجوزي: ((فبينما أنا ذات يوم عنده)) وهذا التعبير مُشعر بأنّه (ع) بقي عند هذا الرجل أيّاماً!!


مـع أ نّ تـسـلسـل حـركـه أحـداث ووقائع وجود الركب الحسينيّ في الكوفه ينافي هذا تماماً، لان لقـاءهـم مع ابن زياد في قصره كان قد تمّ في نفس اليوم الذي دخلوا فيه الكوفه ـ وهو اليوم الثـانـي عـشـر من المحرّم ـ ولانّ إدخالهم السجن كان قد بداء في أواخر نهار ذلك اليوم، فكيف يمكن لذلك الرجل ـ علي ما تدّعيه روايه ابن سعد ـ أن يُغيّب الامام (ع) عنده!؟